يعتبر الكتاب من الكتب المعاصر الأكثر جدلاً كون مؤلفه هنتنغتون سياسي ومخطط استراتيجي وليس عالم تاريخ أو اجتماع ، والكتاب مرتبط بهذين العلمين ارتباطا وثيقا. حيث أن الكاتب في كتابه يعتمد على دراسات وإحصاءات وأقوال الزعماء والمفكرين والمؤثرين ويمكن انتقاده كونه يحتوي على بعض الأغاليط وقصور التصور وضعف في النتائج خاصة فيما يتعلق بغير الغربيين سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين وهذا راجع لأسباب عدة :
1-اعتمادهم على غير مصادر المسلمين بل غالبا ما تكون مناوئة لهم من مستشرقين وما شابه .
2-التضليل الإعلامي الممارس عليهم في شيطنة الإسلام والمسلمين على مدى قرون .
3-الثأر من هذا الدين كونه زلزل الحضارة الغربية وهددها بالإبادة مرتين أو ثلاثة –كما اعترف هو بذلك- من جانب الدولة العثمانية التي حاصرت فيينا مرتين ، وكونه ما زال مهددا لها حيث المهاجرون المسلمون والتمدد السكاني الكبير لهم .
4-محاولة الحفاظ على تراث الفكر الغربي عن طريق إقصاء أي فكر ءاخر سواء أكان إسلاميا أم غير ذلك .. إلى غير ذلك من الأسباب .
يتحدث الكتاب عن بعض طبيعة الحضارات وعوامل القوة والضعف فيها ، بل عن الدول المعاصرة وكيف هزلت وكيف صعدت ومقارنا بينها وبين الدول الغربية من حيث الاقتصاد والقوة العسكرية والمركزية والنمو السكاني بإحصاءات تثير الدهشة خاصة تلك التي تتعلق في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث كانت الإشارة واضحة إلى ضعف أو توقف المد الغربي وصعود المد الآسيوي وعلى رأسه الصين ثم اليابان ثم سائر الدول الآسيوية والتي يراها تهديدا كبيرا للغرب لاقتصادها القوي والنامي والامتداد السكاني .
النصف الثاني من القرن العشرين، حيث كانت الإشارة واضحة إلى ضعف أو توقف المد الغربي وصعود المد الآسيوي وعلى رأسه الصين ثم اليابان ثم سائر الدول الآسيوية والتي يراها تهديدا كبيرا للغرب لاقتصادها القوي والنامي والامتداد السكاني .كما يحتوي الكتاب على فكر سياسي واجتماعي وسرد تاريخ أحيانا جميل جدا يأخذك إلى أن تواصل القراءة من غير انقطاع جزئي .فمثلا يرى الكاتب أن تشبه غير الغربي بالغربي باللباس والهيئة ونوع المأكولات والمشروبات والأفلام مرحلي سيزول بعد فترة من الزمان ما دام غير مقتنع بالفكر الغربي وآلياته، وأن على الغرب أن يطور تأثيره بالعالم وامتداده الثقافي ، وأن طبيعة الصراع الآني تفرض على كل مجتمع أن يعود إلى جذوره وأصوله وحضارته لأن بوادر الصراع القادم هي ثقافية حضارية.
حيث يرى المؤلف أن تفكك الاتحاد السوفييتي جعل من الصراع الايديولوجي بين الشيوعية والليبرالية منتهيا وظاهريا والصراع القادم هو صراع حضاري في الجانب الديني ، فالدول تتتابع في الانسلاخ من الغرب بعد ذهاب بريق الحضارة الغربية حتى صار غيرها ندا له
يتبع……………….