يرى المؤلف أن أول صراع حضاري ديني كان في أزمة الخليج حيث وقف العالم الإسلامي كله والعربي –إلا قليلا- مع صدام –مع أنهم كانوا يرنه ظالما- في وجه الغزو الأمريكي .يليه الصراع البوسني مع الصربي والصربي مع الكرواتي ، فالبوسنة حيث الإسلام والصرب حيث الأرثوذكس والكروات حيث الكاثوليكية .وقد فصل الكاتب كثيرا حول هذا الصراع وكذا الصراع بين روسيا والشيشان والجمهوريات الإسلامية المحيطة به بل ربما جعلهما قاعدة لكثير من أفكاره وأطروحاته .
حيث رأى كيف أن البوسنيين المسلمين بالاسم والذين كانت أفعالهم توحي بأنهم علمانيين استيقظوا من غفلتهم وسباتهم واستحضروا الإسلام وشعاراته بعد العدوان عليهم ، وكيف وقف العالم الإسلامي معهم وكأن البوسنة أندلسا أخرى أو إسبانيا البلقان ، فجاء المدد التركي والسعودي والإيراني والماليزي وهو يتعجب من ذلك كيف أن المسلمين كلهم كانوا جسدا واحدا وأجمعوا أمرهم كله على نصرة البوسنة .. الأمر ليس مشابها تماما لوقوف الدول الأرثوذكسية مع الصرب والكاثوليكية مع الكروات .
كله على نصرة البوسنة .. الأمر ليس مشابها تماما لوقوف الدول الأرثوذكسية مع الصرب والكاثوليكية مع الكروات .
كما يجعل الكاتب الإسلام مادة كبيرة في هذا الكتاب، والكاتب يرى أن حدود الإسلام وأحشاءه دموية وأن أكثر من نصف الصراعات في الأرض حاليا أحد طرفيها مسلم ، وأن الصراعات التي تأخذ منحى عنيفا أيضا يكون أحد طرفيها مسلم، وهذا قد يبدو صحيحا من حيث الإحصاءات والوقائع التي حددها .. غير أن الأسباب التي ذكرها غير منطقية فالإسلام بلا شك توسّعي وجاء بالجهاد كي يفرض أمنه وأمانه !
أم هو حلال على أمريكا وأوربا الاستعماريتين حرام على الإسلام ؟أما عدم تعايشه فهو كذب ءاخر فالتاريخ يثبت أن المسلمين كانوا متعايشين مع اليهود والنصارى في بغداد ودمشق والمغرب وفي تاريخ الدولة الأندلسية شواهد كثيرة ، حتى اشتكى بعض المسلمين من تقريب الخلفاء لبعض اليهود ، فكان أحدهم مستشار الخليفة وطبيبه وجليسه وهذا يثبت أن المسلمين تجاوزوا بعض الشيء من فرط التعايش .بخلاف التاريخ الصليبي الدموي الذي طحن بعضه بعضا في العصور الوسطى وقبلها وطحن غيره من باب أولى خاصة طحنه لليهود ، وهذا التعايش الحاصل الآن في الغرب إنما هو تعايش بين العلمانية وبين الإسلام وسائر الديانات، نعم العلمانية التي كفرت بالكنسية وبالله واتخذت لنفسها طريقا مغايرا بعد بحار الدماء التي سالت ..والكاتب يؤكد على ذلك – من حيث تناقضه- حيث يقول إن الشعارات الدينية لدى الأروبيين ترجع مما أضعف التعايش مع المسلمين وغيرهم .. مما يدلل على ما ذكرت .
وأن الصراعات التي تأخذ منحى عنيفا أيضا يكون أحد طرفيها مسلم، وهذا قد يبدو صحيحا من حيث الإحصاءات والوقائع التي حددها .. غير أن الأسباب التي ذكرها غير منطقية فالإسلام بلا شك توسّعي وجاء بالجهاد كي يفرض أمنه وأمانه!أم هو حلال على أمريكا وأوربا الاستعماريتين حرام على الإسلام ؟أما عدم تعايشه فهو كذب ءاخر فالتاريخ يثبت أن المسلمين كانوا متعايشين مع اليهود والنصارى في بغداد ودمشق والمغرب وفي تاريخ الدولة الأندلسية شواهد كثيرة ، حتى اشتكى بعض المسلمين من تقريب الخلفاء لبعض اليهود ، فكان أحدهم مستشار الخليفة وطبيبه وجليسه وهذا يثبت أن المسلمين تجاوزوا بعض الشيء من فرط التعايش .بخلاف التاريخ الصليبي الدموي الذي طحن بعضه بعضا في العصور الوسطى وقبلها وطحن غيره من باب أولى خاصة طحنه لليهود ، وهذا التعايش الحاصل الآن في الغرب إنما هو تعايش بين العلمانية وبين الإسلام وسائر الديانات، نعم العلمانية التي كفرت بالكنسية وبالله واتخذت لنفسها طريقا مغايرا بعد بحار الدماء التي سالت ..والكاتب يؤكد على ذلك – حيث أن التعايش ليس بفضل سماحة النصرانية بل بسبب أجواءالديمقراطية التي تكفر بكل الاديان.