لم تحظى جماعة مجموعة بشرية بالعناية والدراسة العلمية ما حظيت به الفئة الاولى والجيل الاول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك من باب المزايدة والتهويل بل بسبب الحقيقية الواقعة من بروز سمات العظمة القيادية , العسكرية, العلمية والروحية لذلك الجيل الفريد من نوعه .
والسؤال هنا ما هي العوامل التي أدت إلى بروز هذ الجيل وبذله لأقصى طاقته البشرية ووصوله للذروة في المجهود الانساني في كل المجالات؟ وهل هناك فرصة لنسخ هذا الجيل أو ظهور أجيال في عصرنا هذا بإمكانها بلوغ القمة في الهرم الانساني؟
الحقيقة الماثلة للعيان أن هذا الجيل استأثر بعوامل نوجزها هنا كالتالي:
1- عناصر التربية في هذا الجيل تمثلت في القرآن والسنة النبوية وشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان حاضراً بينهم.
أما وجود الرسول بشخصه فهو أمر لن يتكرر في أي جيل آخر ولكن لدينا السيرة المفصلة لحياته صلى الله عليه وسلم وكأنه حي بين ظهرانينا فسيرته ليست ذكرى تارخية فقط ولكنها حيوية نعايشها في حياتنا يوماً بعد يوم لتكون حية كتجددة مع الايام .
1- العنصر الثاني هو في هذا الجيل هو ” الجِدَة” أي أن كون الفكرة جديدة وفريدة من نوعها ساعد في سرعة انتشارها فكل نظام جديد تكون في عملها وتكوينها أنشط من القديمة فجيل المؤسسين عادةما يكون أكثر حيوية وتحملاً للمشق على عكس الاجيال اللاحقة التي تصبح أقل حرصاً على كيان المنظومة وأقرب إلى التهاون وهذه سنة كونية قال تعالى ” فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب , يأخذون عرض هذا الأدني ويقلون سيغفر لنا , وإن يأتهم عرض مثله يأخوه…”
ولكننا إذا نظرنا من الجانب الىخر سنرى أن الاسلام أصبح اليوم غريباً وتكونت له عناصر الجِدَة في عصرنا هذا فقددار الزمان دورته حتى عاد غريباً.
عداد :أ.عبدالعزيز محمد حسن خلف
