الثوابت هي الأمور التي ينبغي أن تظل دون تغيير أو تبديل على مر الزمان واختلاف المكان، وهي بمثابة القواعد الحاكمة على الأفراد، والإطار الضابط لسلوكهم وتصرفهم، والميزان الدقيق الذي لا يخطئ، والذي يتميزون به عن غيرهم، لهذا فإن الثوابت ليست مجال مساومة ولا مراجعة.
فثوابت دين ما أو مذهب هي الحافظة على استمراريته المميزة لأفراده، الحاكمة عليهم فهي بمثابة العقائد والأصول القاطعة التي لا تحتمل تأويلاً ولا تبديلاً، ولا تغييراً لا مكاناً ولا زماناً ولا شخصاً.
أما المتغيرات فهي الأمور التي يمكن أن يعتريها التبديل والتغيير والتأويل والتطوير، ويعتبر التغيير فيها أمراً لا يخرج الأصل عن استمراريته وخصائصه المميزة التي لا تمس أساسياته، فهي أمور مرنة لأن تغيير الزمان والمكان يحتاج مرونة وتكيفاً، وتجاوباً مع الاحتفاظ بالثوابت، والله عز وجل أودع في الإسلام من الثوابت ما يضمن به الاستمرار، ومن المتغيرات ما يكفل له بها الصلاحية، والملاءمة لكل الظروف والأزمان.فالثوابت مع المتغيرات استمرار بلا جمود، وتكيف بلا انحراف، وتجديد دون تحريف، وتطور دون تعطيل، وأصالة دون تفريط، فهما كوجهى العملة لا غنى لأحدهما عن الآخر. فوجود الثوابت والمتغيرات معاً ضرورة للاستمرار دون جمود أو تحجر، وبغير ترافقهما نقع في التبديل والتغيير وقد نستدرج إلى الانحراف، هذا هو تعريف الثوابت والمتغيرات بوجه عام. فما هي ثوابت الإسلام ومتغيراته؟.” الثوابت:للإسلام ثوابت عديدة في كل مجال من مجالاته، وهي ملزمة لكل مسلم ومسلمة، ولأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة من جماعات المسلمين، فهي تتقيد بثوابت الإسلام كلها، وتلتزم التزام السلف وأهل السنة والجماعة بها، وهم – أي الإخوان- لا يحتكرون الإسلام لأنفسهم، ولا يتصورون أن كل المسلمين بل هم جماعة من جماعاتهم، وعلى هذا فإن الذي لا ينضم إليهم – أو الذي يخرج عليهم – لا يفقد إسلامه بعدم الانضمام أو بهذا الخروج، ما دام يلتزم بثوابت الإسلام لا يغير فيها ولا يبدل ولا يخرج عليها.
من مجالاته، وهي ملزمة لكل مسلم ومسلمة، ولأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة من جماعات المسلمين، فهي تتقيد بثوابت الإسلام كلها، وتلتزم التزام السلف وأهل السنة والجماعة بها، وهم – أي الإخوان- لا يحتكرون الإسلام لأنفسهم، ولا يتصورون أن كل المسلمين بل هم جماعة من جماعاتهم.
و الثبات في الإسلام يحفظ المجتمع من الهزات وهذا ما حدث عبر التاريخ الإسلامي، فلقد تجاوز المسلمون الخلافات السياسية والفكرية والمذهبية ”
“بينهم بهذه الثوابت، فبالتمسك بالثوابت ينجح المسلمون اليوم في مواجهة أخطر غزو لهم، وهو التلوث الفكري العالمي.
إن في الإسلام – كما رأيت- منطقتين: إحداهما قابلة للتغيير والتجديد والتطوير والاجتهاد وهي منطقة واسعة جداً، فمعظم الأحكام الشرعية العملية ومعظم أمور الحياة الدنيوية التي جاء فيها (أنتم أعلم بأمور دنياكم) والأشياء التي لا نص فيها من الشرع هي (منطقة العفو) رحمة بنا غير نسيان.
أما المنطقة الثانية فهي مغلقة لا يدخلها التطوير ولا الاجتهاد ولا التجديد، وتشمل العقائد الأساسية – والأصول الكلية والأحكام القطعية وهي التي تجسد الوحدة العقلية والفكرية والسلوكية للأمة.
إعداد :أ.عبدالعزيز محمد حسن خلف