تعتبر المجتمعات الانسانية فردية في تكوينها الحضاري , فهي تمر بمراحل للوصول للري الحضاري والنهضة وهذا الطريق غالباً ما تتعثر فيه الامم ما يؤدي إلى تأخرها أن اندثارها بدل صعودها للقمة ونهضتها.
والمجتمع الصوماليلاندي ليس في منأى عن تلك النظرية فكغيره من المجتمعات يحتاج المجتمع لدينا إلى صورة واضحة وطريق يتبينها للوصول إلى النهضة والتطور ففي العقود الاخيرة ومنذ عودة استقلال صوماليلاند ومن خلال مسيرة ديموقراطية وليدة كان لها عظيم الاثر في حصول المواطن فيها على حق اختيار من يمثله ومع ذلك ما زلنا نعاني من أثر ونتائج لك انتخابات نخوضها فبعد كل انتخابات يرتفع سقف الطموحات وعندما تأتي ساعةالتنفيذ والحقيقة نرى النتيجة دون السقف المطموح له بدرجات كبيرة فما السبب ؟
هل أخطأنا في الاختيار ؟ أي أن القادة والقيادة هم السبب أم أن هذا النظام غير مناسب لنا ونحن بحاجة لأنظمة أكثر ملاءمة لأمتنا من هذا النظام الديموقراطي ؟ أم السبب يكمن في النظام الثقافي الذي يشكل الصورة الاجمالية في مجتمعنا ؟
دارت هذهالاسئلة كثيراً في خاطري ولم أجد لها جواباً شافي فعمدت إلى متابعة تجربة سياسية عاصرتها وأعاصرها مع المجتمع وهي التغيير السياسي الذي طرء اً
بظهور حكومة جديدة عقب الانتخابات التي أجريت في عام 2010م وتتبعتها بكل اهتمام دراسةً لها وليس نقداً لحالها فكانت هذه الملاحظات أهم ما جال في دراستي :
1- المجتمع الصوماليلاندي ككثير من المجتمعات في المنطقة مجتمع تقوده الروح القبيلة وتسير اتجاهه.
2- الرموز الثفافية أو القبلية هي الرموز المؤثرة في السياسة والمجتمع وليس الساسة أو المتدينون فهؤلاء الاثنان يدورون في فلك الرموز الثافية القبلية في كل حي أو منطقة.
3- الكوادر العلمية والمثقفة والمتميزون ليس لهم دور واضح في المجتمع نظراً لتضارب أفكارهم ونظرتهم للمجتمع مع القادة القبليين وأصحاب السلطة الحقيقيون , وحتى إذا ظهر أحدهم في المجال السياسي أو الاصلاحي فإن بقاءه مرهون بمدى دعم النخبة القبلية من السلاطين ووجهاء القبائل.
4- كل سلطة جديدة أو نظام سياسي جديد يأتي للبلاد سيسعى لإرضاء هذه النخبة من أعيانالقبائل والتي ستضمن له نوعاً ما البقاء في السلطة دون عراقيل .
5- هذه السلطة القبلية أوالزعامة القبلية في معظمها لا تتوفر لها مميزات علمية أو ثقافية أو قيادية وحتى إذا توفرت فإنها تسخر للوصول لمصالح خاصة لهذه الفئة وليس للمجتمعات والقبائل التي تمثلها.
6- تأثير السلطة والزعامات القبلية وصل للمؤسسات والفئات الأكثر ثقافة ونظاماً منها بحيث أصبحت هذه المؤسسات (العلمية _ الدينية _ الشبابية وحتى الرياضية ) في طوع النظام القبلي بل وتدار به.
7- ليس هناك في الافق فئة موازية أو منافسة لهذه الفئة يمكن أن تغير من النظام السياسي والمجتمعي الصوماليلاندي في المنظور القريب .
استمرار الوضع وتغلغل الالنظام المجتمعي القبلي بقيادة الزعامات القبلية في شتى نواحي الحياة هو مؤشر خطير ودليل واضح لمرض يعانيه المجتمع سينتهي به للسقوط والانهيار ما لم تن للإرادة الإلهية الحكيمة مشيئة أخرى ولكن دراستنا للسنن الكونية وتاريخ الامم تنبؤنا بذلك.