أمَّا إذا وقع الخِلاف بالفعل، فممَّا يساعد على حلِّ الخلافات أو إدارتِها بشكْلٍ علمي راقٍ وحضاري أن نفهَم ونتعلَّم بعْضَ الأمور المهمَّة،مثل:
1- أنَّ ما يُثير الخلاف بين النَّاس – في أكثر الأمر – ليس الحق الصَّريح أو الباطل المحض، وإنَّما الباطل الملتبِس بالحق، والحقُّ المختلِط بالباطل؛ لذا فإنَّنا إذا تعاملْنا مع خلافاتِنا بعقليَّة “إمَّا هذا وإمَّا ذاك”، فالغالب أننا لن نصل على حلول.جيِّدة.
لكن إذا فكَّرنا أنَّ غالب ما نملكه من أفكار أو دوافع لا يعدو أن يكون نتيجةَ رُؤى واجتهادات ظنِّيَّة، قابلة للكثير من النِّقاش والتَّفسير المغاير، فإنَّنا نكون مستعدِّين آنذاك للبحْث عن الطَّريق الثَّالث الذي نَسير فيه معًا نَحو الاتِّفاق والائتِلاف.
2- عند مناقشة أيِّ خلافٍ فإنَّ البداية قد تكون بتحديد نقاطِ الخلاف التي أدَّت إلى حدوث سوء الفهم بين المتخاصمين؛ لأنَّ التَّجربة أثبتتْ أنَّ كثيرًا من النِّزاعات، التي تثور بين الأهل والأصدقاء والزُّملاء، كثيرًا ما تكون عبارة عن تحسُّسات نفسيَّة لا أكثر.
– من المفيد تهْيئة الجو النَّفْسي لحلِّ الخلاف، وذلك من خلال التَّقليل من شأن الخلاف مهما كان ذلك ممكنًا، وهذا الأمر يجب أن ينظر إليه على أنَّه خطوة مبدئيَّة هدفها إيجاد بعْض المشاعر الإيجابيَّة، وليس شيئًا آخر.
4- طرح العديد من الأسئِلة التوضيحيَّة البعيدة عن روح المواجهة والاستماع لإجاباتها، وإذا اقتضى الأمر نوجِّه المزيد من الأسئِلة حول تلك الإجابة، وذلك عوضًا عن أن نتَّهِم الطَّرف الآخر قبل أن تتَّضح لنا الصُّورة كلِّيًّا، وحتَّى لا نبني مواقِفَنا على استنتاجات من صورة مُشوَّهة.
5- حافظْ على هدوئِك، وأعطِ الوقت الكافي للخصم لسرد ما لديه، والتنفيس عمَّا يجده من كرب وضيق في نفسِه.
6- تجنَّب أثناء مناقشة المشْكِلة الحديثَ عن الدَّوافع والمشاعر؛ لأنَّه من السَّهل إنكارها، وتجنب – أيضًا – الحديث عن المسائل الشَّخصية؛ لأنَّها تسبِّب أذًى بالغًا لمن نختلف معه، وتزيد في الخلاف بدل أن تحلَّه.
7- من المستحسن أثناء البحث عن حلٍّ أن نتجاوز الماضي إلى الحاضر، فبدل أن تقول لخصمك: لم أثِق فيك في يوم من الأيام، أو تذكِّرَه بأخطائه السابقة، اعمدْ إلى القول: كلامك هذا يجعلني أشكُّ فيك، أو يضعف ثقتي بك.
ومن الأفضل أن نبحث عوضًا عن البحث عن أسباب حدوث خطأٍ من الأخطاء – في كيفيَّة إيجاد الاحتِياطات لعدم تكرُّره في المستقبل.
البحث عن أسباب حدوث خطأٍ من الأخطاء – في كيفيَّة إيجاد الاحتِياطات لعدم تكرُّره في المستقبل.
8- اعترف بدوْرِك في المشكلة ولو كان صغيرًا؛ لأنَّ هذا سوف يدفع الطَّرف الآخر إلى سلوك المسلك نفسه، وحين تحدُث اعترافاتٌ متبادَلة بالخطأ، فإنَّ المأمول أن ينتهيَ الخلاف من فوْرِه.
9- حاوِلْ أن تلفت نظَرَ الخصْم إلى هدفٍ سامٍ مشترك أنتُما مطالبان ببلوغه، ممَّا يفرض عليه تَجاوز الخلافات الصَّغيرة، والانطِلاق إلى الانخراط في أعمال أكبر وأهمَّ.
10- إذا لم يُمكِن الوصول إلى حلٍّ مناسب، فإنَّ من الممكن الاستِنْجاد بالوقت، وتأخير المواجهة لعلَّ الزَّمن يكون جزءًا من الحلِّ، ولكن احذر فإنَّ التَّأجيل المتكرِّر قد يؤدِّي إلى تأْزيم المشكلة؛ ولذا فتأجيل البحث ليس لطمْس المشكلة، وأخيرا انظر في النتائج المترتِّبة لكل بديل، واحتِمالات حدوث عواقب غير مرغوبٍ فيها؛ نتيجة اختيار هذاالبديل.
– قد ينطوي الحلُّ الأفضل من وجهة نظرِك على قدر من المخاطرة أكبر مما ترغب أو تتحمل، فادرس المخاطر المتوقعة، ومقدارتحملك.لها.
– إنْ كان معك شركاء في المشكلة، فتأكَّد من كون البديل المختار يلقى قبولاً منهم؛ قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159].