عبّر عدد من المرقبين عن اقتناعهم بحدوث أزمة عميقة جديدة بين دولتي السودان وجنوب السودان، بعد تبادل الاتهامات بين البلدين بإيواء معارضين مسلحين لم يمض على تقارب السودان وجاره الجنوبي سوى أيام معaدودة حتى عادت الاتهامات بين الطرفين لتسد الطريق أمام أي خطوة جديدة نحو معالجة أزماتهما المتلاحقة منذ انفصال جنوب السودان عام 2011. ففي حين اتهمت جوبا قبل أسبوعين الطيران السوداني بضرب مواقع داخل حدود دولة جنوب السودان، عجّلت الخرطوم -التي تلقت اتهامات جنوبية متعددة- بنفي الاتهامات عبر الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، بينما قالت الحكومة السودانية إن لديها معلومات تثبت تورط جوبا في دعم وإيواء متمردين سودانيين ينشطون في دارفور. وبعد أسابيع من زيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الخرطوم، طالبت الأخيرة سلطات جوبا بوقف دعمها لمتمردي حركة العدل والمساواة وتجريدهم من السلاح مثلما فعلت هي بمواجهة متمردين جنوبيين دخلوا الأراضي السودانية بأسلحتهم. يذكر أن تبادل الاتهامات بين الطرفين دفع بالرئيس السوداني عمر البشير للإعلان عن أن بلاده ستدعم المتمردين الجنوبيين في حال دعمت جوبا المتمردين السودانيين، قبل أن يطوى الملف بزيارات تبادلها هو ونظيره الجنوب سوداني. ويرى محللون أن تصعيد الخرطوم لهجتها تجاه جوبا وتحذيرها صراحة من مغبة إيواء المتمردين السودانيين يعد بداية حقيقية لتوتر جديد لعبت بعض الأطراف دورا في تأجيجه وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني الفريق محمد عطا قد اتهم جوبا بإيواء متمردي العدل والمساواة، وهدد باتخاذ إجراءات حاسمة ضدها. وقال عطا -الأربعاء الماضي خلال تخريج عناصر جديدة من قوات الأمن- إن حكومة دولة جنوب السودان ما زالت تأوي وتعد مقاتلي حركة العدل والمساواة التي تقاتل الحكومة في إقليم دارفور.
وسبق ذلك اتهامات مماثلة أطلقها وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي الذي كشف عن امتلاك الخرطوم “أدلة موثقة على أن حكومة جوبا ما زالت تساند المتمردين”.
وكان الناطق الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير قد اتهم الجيش السوداني بشن غارات جوية على مناطق داخل الحدود الجنوبية. وأكد في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي أن قوات رياك مشار، النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان، التي تقاتل القوات الحكومية “موجودة الآن في الأراضي السودانية والجميع يعرف ذلك”.
واتهم أقوير الجيش السوداني قبل أسبوعين “بأن طائرات تابعة لسلاح الجو السوداني قامت بعمليات قصف عشوائي على منطقة خور تنباك في مقاطعة المابان بولاية أعالي النيل داخل بلاده، مما أدى لمقتل سبعةٍ من لاجئي ولاية النيل الأزرق بينهم طفلة”