– فى مواجهة الضبابية التى يتسم بها الإرهابيون الفاقدون للعقل والذين يتم تشغيلهم على أيدى أئمة راديكاليين وطائفيين ، يمكننا القول بأن هناك العديد من الأسباب القوية التى تأتينا من مصر وتدعونا على التفاؤل ، وفى حقيقة الأمر لابد من إلقاء الضوء أكثر وأكثر على الموقف الذى يسلكه الرئيس ” السيسى ” كما يجب الإشادة بجهوده وعمله ومبادرته المدعومة والقوية بالأدله والبراهين .
– ففى ذات اليوم الذى حدثت فيه مذبحة ” تشارلى إبدو ” حدثت فى مصر واقعة هامة للغاية تم تجاهلها تماماً فى فرنسا ، وهى المتعلقة بقطع الرئيس ” السيسى ” لزيارته التى كان يُجريها فى الكويت للعودة إلى القاهرة ومشاركة الأقباط فى قداس عيد الميلاد المجيد .
– تُعتبر هذه المرة الأولى فى تاريخ مصر التى ظلت على الدوام تحت القيادة السُنية ، التى يحضر فيها رئيس الدولة قداس منتصف الليل للمصريين الأقباط ، فخلال 30 عام من الحكم ، لم يفكر ” حسنى مبارك ” ولا أسلافه فى الحكم ( السادات أو ناصر أو حتى الملك فاروق ) فى القيام بمثل هذا التصرف النبيل تجاه أقباط مصر الذين يمثلون نسبة لا بأس بها من التعداد السكانى ، لا بل على العكس من ذلك كان جميعهم ينظرون إليهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية .
– إن هذا المسعى المذهل من الرئيس ” السيسى ” يعتبر بمثابة القطيعة الحقيقية مع الفترة الدموية التى عرفتها مصر خلال حكم الإخوان المسلمين ، وهذا التصرف لا يمكن وصفه إلا بأنه يتسم بالشجاعة المطلقة وبالحس السياسى الرفيع والمُذهل ، وكان الرئيس ” السيسى ” قد ألقى قبل ذلك بعدة أيام ، بمناسبة العام الجديد خطاباً كان له دوياً مذهلاً آخر ، تجاهلته أيضاً الصحافة الفرنسية ، حول ضرورة تطوير الخطاب الدينى .
– تُجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى أن هذا المدير السابق للمخابرات العسكرية المصرية ، والمحب بدرجة كبيرة للغاية لبلاده ، والمؤمن أيضاً بعقيدته الإسلامية ، له العديد من المؤيدين والشعبية المطلقة ، وقد أعرب عدة مرات متتالية عن رفضه الشديد وإدانته المطلقة لأعمال العنف البشعة التى تقترفها ” داعش ” وتنظيم الإخوان بإسم الإسلام .
– تجدر بنا الإشارة إلى ضرورة الإشادة بالمبادرات التى يطلقها الزعيم المصرى وذلك لأن الشواهد جميعها تُشير إلى كونه أحد الرجال النوادر القادرين على تحريك الخطوط فى منطقة الشرق الأوسط ، وفى قلب الأمة العربية والإسلامية أيضاً ولا يخطىء المصريون بالطبع فى وصفه بأنه ” الديجول المصرى ” وعلينا بالتالى أن ندعمه ونؤيد مساعيه الإنفتاحية ، وذلك بالطبع لأن كافة المتطرفين والراديكاليين الإسلاميين يعارضونه وبشدة.