– خلال الشهور الستة التى تلت تنصيب الرئيس المصرى ” عبد الفتاح السيسى ” إلتقى الرئيس المصرى 12 رئيس دولة أفريقية وتواصلت الزيارات المتبادلة بين وفود رسمية وشعبية بين القاهرة مع العواصم الأفريقية وهو ما لم يحدث منذ عشرون عاماً كما توالت المشروعات المشتركة بين الجانبان وإتجهت مصر بكل قوتها الى دول القارة السمراء
– وأثناء مشاركة الرئيس السيسى فى القمة الأفريقية بغينيا الإستوائية عقد لقاءات قمة مع زعماء أفارقة هم رؤساء “موريتانيا – والسنغال – وتنزانيا – وأوغندا – ومالى – وغينيا الإستوائية – وجنوب أفريقيا – ورئيس وزراء إثيوبيا” وفى طريق عودته زار الخرطوم وعقد لقاء قمة مع الرئيس السودانى / عمر البشير وفى 9 سبتمبر التقى رئيس دولة إريتريا / إسياس أفورقى بالقاهرة كما إجتمع بالعاصمة المصرية مؤخراً رؤساء غينيا وتشاد .
– وقام رئيس الوزراء المصرى / إبراهيم محلب بجولة أفريقية شملت عدة دول آخرها السنغال إضافة إلى زيارات وزراء الإستثمار والموارد المائية لعدة دول أخرى على رأسها أفريقيا الوسطى ، ووقعت مصر عدة إتفاقيات ثنائية مع دول أفريقية فى مجالى”الطيران والمواصلات وربط نهر الكونغو بنهر النيل “.
إفريقيا – الموارد والنفط سا أ:-
– لكن مع أسباب هذا التحول الجديد فى السياسة المصرية الخارجية نحو أفريقيا ؟ وهل له علاقة بمقتضيات الأمن القومى وتأمين منابع النيل ومواجهة الإرهاب خارج الحدود ؟ ثم هل هذه هى بصمات فايزة أبو النجا مستشارة الرئيس للأمن القومى والتى تملك ملفات هامة خاصة بدول القارة؟
– خبراء أمنيون أكدوا لــ ” العربية نت ” أن ركائز السياسة المصرية لابد أن تعتمد فتح قنوات إتصال دائمة مع أفريقيا فهى العمق الإستراتيجى الأكبر لمصر كما أنها القوس الذى أن يمتد لتحقيق مقتضيات الأمن القومى المصرى .
– الباحث والمحلل الإستراتيجى ” عمرو عمار ” قال أن الصراع القادم فى العالم سيكون فى افريقيا فالقارة تسبح فوق 8 % من إحتياطى النفط فى العالم ودول الغرب لم تجد بديلاً أفضل من حيث التكلفة الأرخص والنقل السريع والجودة العالية من بترول غينيا الإستوائية الذى سيكون متاحاً نقله لأوروبا عبر البحر المتوسط ، فضلاً عن إن القارة غنية بالموارد الطبيعية الأخرى مثل الغاز الطبيعى والصخرى والتعدينى وهو ما يلزم مصر أن تكون موجودة وحاضرة فى المشهد بقوة .
– وتابع الباحث إن الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً أنشأت ما يسمى القيادة الأمريكية لأفريقيا ” يو . أس . أفريكوم ” وهى واحدة من ست قيادات عسكرية أمريكية مقاتلة وتوجد رئاستها فى شتوتجارت بألمانيا وهى مسئولة عن العمليات العسكرية الأمريكية فى أفريقيا والعلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية وتغطى كل أفريقيا بما فى ذلك الدول العربية والإسلامية بإستثناء مصر التى تقع ضمن مسئولية القيادة الأمريكية الوسطى .
– وأضاف الباحث الإستراتيجى أن أمريكا تدرك أهمية أفريقيا وتريد وضع قبضتها عليها ولذلك كانت القاهرة حريصة على مد جذور التواصل مع دول القارة من أجل أن يكون لها موضع قدم فى أى ترتيبات سياسية وعسكرية وإقتصادية لقارة نحن جزء منها وذكر إن هذا التوجه المصرى يرجع الفضل فيه إلى الرئيس السيسى والدكتورة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس للأمن القومى التى تمتلك خطوط إتصال واسعة ومفتوحة مع قيادات القارة وتحفظ جيداً ملفاتها وقضاياها .
– وذكر عمار إن أفريقيا تنتج 6 ملايين برميل يومياً وأمريكا ربما تعتمد على هذا النفط مستقبلاً وفى ظل إنهيار أسعار النفط العالمى الآن تخطط واشنطن منذ فترة طويلة للإستغناء عن نفط الخليج وإيجاد بدائل له أرخص وأسرع فى النقل والبديل هو أفريقيا خاصة مع إكتشاف كميات هائلة من النفط في غينيا ونيجيريا وأفريقيا الوسطى لذا كان لابد من تحرك مصرى قوى يضع القاهرة فى قلب الطاولة ويجعلها شريكاً رئيسياً فى وقت إعتقد العالم كله أن الصراع الحقيقى فى الشرق الأوسط بينما يدور الصراع فى أفريقيا .
– اللواء ممدوح عطية الخبير الإستراتيجى أوضح أن التوجه المصرى نحو أفريقيا يرتكز على مقتضيات الأمن القومى الممتدة من الخليج العربى حتى المحيط الأطلنطى إلى جنوب أفريقيا وكانت لقاءات الرئيس السيسى مع الرؤساء الأفارقة تنصب فى هذا الإتجاه وهو تحقيق أكبر قدر ممكن من مقتضيات الأمن القومى .
ليبيا وتشاد ومنابع النيل .
– وأضاف عطية أن اللقاء بين الرئيس السيسى والرئيس التشادى مثلاً شمل عدداً من القضايا الأفريقية ذات الإهتمام المشترك ، حيث إستأثرت الأوضاع فى ليبيا بجزء هام من اللقاء وتوافقت الرؤى حول أهمية الحفاظ على وحدة الأراضى الليبية وصون مقدراتها ودعم المؤسسات الليبية الشرعية وفى مقدمتها البرلمان الليبي والجيش الوطنى ، وكذا أهمية مساندة جهود المبعوث الأممى ” برنادينو ليون ” بغية تنفيذ مبادرة دول جوار ليبيا ومنها تشاد التى تم إقرارها فى أغسطس الماضى بالقاهرة .
– وذكر أن مصر كان لديها ركائز أساسية فى العلاقات فى أفريقيا من السودان وتشاد والعلاقة التاريخية مع إثيوبيا منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وبالتالى فإن تشاد من الدوائر القريبة المحيطة بمصر خاصة فى هذه المرحلة بسبب التوتر وإضطراب الأوضاع فى ليبيا ووجود جماعات مسلحة تتحرك فى الخط الفاصل بين أفريقيا العربية فى الشمال وأفريقيا جنوب الصحراء .
– وقال إن باقى اللقاءات مع دول القارة السمراء تهدف إلى تأمين النيل وتنشط الإقتصاد وحماية المعابر التجارية والموانىء البحرية وتحقيق العمق الإستراتيجى للبلاد وهى رؤية يدركها جيداً الرئيس السيسى بإعتباره رجل إستراتيجية وملماً بكل قواعد ومقومات الأمن القومى المصرى .