احتفلت اليوم صوماليلاند بالذكرى الرابعة والعشرينلقرار استعادة الاستقلال والذي يصادف الثامن عشر من مايو من كل عام.
حيث أقيمة الزينة ورفعت الأعلام و توشحت جماهير المواطنين بالأعلام منذ الصباح الباكر في ساحة الحرية للاستماع لخطاب رئيس الجمهورية بهذه المناسبة وقد جابت الشوارع المسيرات الجماهيرية للتعبير عن فرحتهم.
وتضمنت فعاليات الاحتفال مسيرات لبعض تشكيلات القوات المسلحة والشرطة وغيرها من المؤسسات الوزارية و الحكومية .
وقد غطت الحفل جميع وسائل الإعلام المحلية وبعض وكالات الأنباء العالمية .
خطاب فخامة رئيس جمهورية صوماليلاند السيد / أحمد محمد محمود سيلانيو :
1- استهل فخامة رئيس جمهورية صوماليلاند خطابه بتهنئة شعب جمهورية صوماليلاند في الداخل والخارج بهذه المناسبة وبعث فخامته التهاني والتبريكات للجيش ورجال الأمن الساهرين على حفظ الأمن والاستقرار ثم تحدث رئيس صوماليلاند من خلال خطابه عن مشروع الوحدة الفاشل التي قامت بين كل من صوماليلاند وجنوب الصومال في عام 1960 وتراجع صوماليلاند عن الوحدة وإعلان الانفصال في عام 1991 .
وذكر فخامة الرئيس بأن الاحتفال بهذه الذكرى تعكس مدى الإجماع الشعبي على قرار الانفصال لاستعادة استقلالية صوماليلاند وحريتها ولم يكن ذلك سهلا بل تشرد من أجل ذلك الآلاف ودفع الآلاف من أبناء صوماليلاند ثمنه من دمائهم وأن الأطفال الذين ولدوا إبان إعلان الانفصال قبل أربعة وعشرين عاما هم الآن روح هذه المناسبة القائمين على تخليد ذكرى قرار الأمة بالانفصال واستعادة الاستقلال والحرية التي لن تتنازل عن قرارها ولن تتراجع عن قرار استعادة الاستقلال
2 – ثم انتقل فخامة رئيس صوماليلاند من خلال خطابه للحديث عن إنجازاته منذ توليه السلطة في العام 2010 حينما تسلم مقاليد السلطة وحتى الوقت الحاضر في 2015
حيث قال بأنه قد تسلم مقاليد الحكم في وقت كانت فيه خزينة البلاد فارغة واقتصاد البلاد مثقل بدين بلغ 45 مليون دولار وكان موظفي الدولة البالغ عددهم ستة آلاف وخمسمائة حينها لم يتسلموا رواتبهم على مدى أربعة أشهر وكان البلد يعاني من نقص في الخدمات الأساسية ولم يكن للعاملين بالأجهزة الأمنية المختلفة درجات أو رتب عسكرية في حين كانت العديد من مناطق صوماليلاند مازالت تستعمل عملت جنوب الصومال وكان البث الإذاعي حينها لا يتعدى العشرين كيلومتر
والآن وبعد خمس سنوات من تسلمي لمقاليد السلطة لا يسعني هنا أن أوجز لكم ما قمت بتحقيقه من إنجازات وتنمية للموارد لا تخطئها العين .
وكمثال على تلك الإنجازات عملية إعطاء الرتب و الدرجات العسكرية لرجال الأمن الأمر الذي قال الرئيس أنه انعكس على الحالة الأمنية لصوماليلاند واستقرارها ودفع عنها أطماع الطامعين .
كما أوضح فخامته بأنه عمل على تحقيق العدل و المساواة بين المواطنين من أجل تقوية أواصر الوحدة بين أطياف البلاد وفي هذا الإطار قام بالتركيز على الخدمات و احتياجات الأقاليم الغربية التي كانت تعاني من نقص في مجال الخدمات وقام أيضا بتعيين ممثلين عن أهالي تلك المناطق بمجلس الوزراء.
أما في مجال الاقتصاد فقد أعاد للأذهان رئيس صوماليلاند من خلال حديثه بأن ميزانية البلاد قد تضاعفت بمقدار أربعة أضعاف عن ما قبل تسلمه للحكم وذلك من غير زيادة في الضرائب وتم زيادة رواتب موظفي الحكومة والأجهزة الأمنية وتم تعبيد الطرقات كطريق ( عيريجابو وطريق بورما وطريق وجالي وطريق بربره ) كما وذكر رئيس صوماليلاند بأنه قد قام بتوحيد العملة المحلية في صوماليلاند وإلغاء التعامل بعملة جنوب الصومال التي كانت تستعمل في بعض أقاليم البلاد ، كما وتحدث عن ميناء بربره حيث قال بأنه وعلى قدر المستطاع قام بتطوير هذا الميناء الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصاد صوماليلاند كما وأكد على أنه يبذل جهود لجعل ميناء بربره الميناء الأحدث في منطقة القرن الإفريقي كما وتم أيضا بناء مقار وزارية وحكومية جديدة بدل عن تلك القديمة التي تم بناؤها قبل خمسين عام إبان وتم زيادة عدد موظفي الدولة ليتعدى العشرين ألف في الوقت الحاضر وذكر رئيس صوماليلاند بأنه قد فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي مما سمح لشركات التنقيب عن المعادن و البترول للقدوم لصوماليلاند للعمل والبحث عن فرص استثمارية الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة فرص عمل الشباب وسيعود على البلاد مستقبلا بالنفع وتم أيضا تطوير التعليم وإلغاء الرسوم الدراسية في مراحل التعليم الأساسي وذلك مراعاة لحقوق المواطنين كما وتم حفر وتطوير العديد من آبار المياه لتوفير مياه الشرب وتم توفير إذاعة جديدة بحيث بات البث المحلي يغطي كافة أقاليم البلاد ويصل إلى خارجها كما وقال فخامة رئيس الجمهورية بأن فترة توليه السلطة قد تميزت بسلاسة التعامل بين الحكومة و البرلمان ومجلس الشيوخ مما ساعد على تمرير العديد من القرارات و القوانين الجديدة التي تخدم احتياجات البلاد والمواطن .
3- وبحديث فخامة رئيس صوماليلاند عن الانتخابات قال بأنه قد بذل جهد كبير من أجل عقد الانتخابات في وقتها كما تعهد في السابق وأنه غير سعيد لعدم تحقق ذلك وانعكاسات ذلك على سير العملية الديمقراطية بالبلاد وصورة صوماليلاند أمام المجتمع الدولي وأكد أن هنالك جهود في الوقت الحاضر للعمل على تحقيق ذلك مذكرا بان قضية عقد الانتخابات مرتبطة بعدة أطراف وأن جميع الأطراف تتحمل مسئولية عدم عقد الانتخابات في وقتها وأكد هنا على أن صوماليلاند بلد له قوانينه ونظمه ودستور ينظم ويتعامل مع مثل تلك الحالة التي تمر بها صوماليلاند في الوقت الحالي حسب الدستور وأعاد للأذهان بأن اللجنة الوطنية العليا المعنية بشؤون الانتخابات كانت قد قامت برفع كتاب لرئيس صوماليلاند في العشرين من شهر إبريل الماضي أعلنت من خلاله عدم إمكانية عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في وقتها المحدد وعليه قام فخامته بإعلام مجلس الشيوخ ليتحمل هذا مسئوليته الدستورية التي يخولها له دستور البلاد في مثل هذه الظروف وأكد عدم تدخله هو وحكومته في قرار مجلس الشيوخ وأكد على ضرورة أن يحترم الجميع تلك القرارات والقوانين والنظم التي ارتضيناها من أجل مصلحة البلاد وهنا عاد رئيس صوماليلاند للتذكير بأنه يتحمل مسئولية التأكد من احترام وتنفيذ قوانين ودستور صوماليلاند وعليه اعتبر رئيس صوماليلاند على أن قرار مجلس الشيوخ بشأن تأجيل الانتخابات والتمديد قرار شرعي يجب احترامه وتنفيذه وأوضح بأنه قد تم الإعلان عن اجتماع للتشاور وتقديم المقترحات بشأن قرار مجلس الشيوخ تشارك فيه الأحزاب السياسية الثلاثة وجميع الجهات المعنية من أجل العمل على تنفيذ قرار مجلس الشيوخ عن طريق التفاهم والتشاور وبعيدا عن الفرقة و الخلاف ورحب رئيس صوماليلاند بالأحزاب التي قبلت دعوة المشاركة في المباحثات بهذا الشأن وأعرب هنا رئيس صوماليلاند عن إيمانه بأن شعب صوماليلاند هو شعب ناضج وواعي يمكنه اجتياز هذه الأزمة عن طريق التفاهم والتشاور مراعيا وحدة البلاد واستقرارها وأمن الوطن ، كما ودعا فخامته جميع مسئولي الأمة على حد قوله إلى ضرورة مراعاة مصلحة الأمة وقوانين البلاد وهنا أكد رئيس صوماليلاند من خلال كلمته على أنه يقدم مصلحة البلاد على أي شيء آخر مذكرا بأنه قد تنازل في السابق عن حقه بالمطالبة بإعادة التصويت في الانتخابات التي تولى فيها الرئيس السابق لصوماليلاند الحكم بفارق 80 صوت فقط وأكد هنا على أنه شخصيا ليس من محبي المناصب و التفرد بالحكم مذكرا بأنه قد قام بالتنازل لمصلحة وحدة صوماليلاند و استقلالها أيضا عندما كان أحد المرشحين في مؤتمر قبائل صوماليلاند عام 1969 حينما تنازل عن ترشيحه لمصلحة منافسيه وقبوله أيضا إبان فترة حكم الرئيس السابق بقرار مجلس الشيوخ التمديد لرئيس صوماليلاند لثلاث فترات متتالية وأكد على أنه في هذه المرحلة العمرية ليست لديه أي أطماع .
وحث منافسيه على ضرورة التحلي بالصبر والإيثار وتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية
4- كما وقام رئيس صوماليلاند من خلال كلمته بالتوجه بالشكر للأسرة الدولية على الدعم والمساعدات التي تقدمها لصوماليلاند وبالذات فيما يتعلق بالانتخابات وأكد على أن صوماليلاند تؤمن بضرورة الحفاظ على علاقات طيبة بالمجتمع الدولي قائمة على الاحترام المتبادل وأوضح فخامته بأن بعض من أسماهم بأصدقاء صوماليلاند قد وصلتهم أنباء غير صحيحة عن سير العملية السياسية بصوماليلاند ، وعليه فقد قام رئيس صوماليلاند من خلال كلمته بالتذكير بأن صوماليلاند بلد له عاداته وتقاليده الخاصة التي تكفل له أن يتخطى تلك المشاكل الداخلية الحالية وذلك كما تخطى في السابق مشاكل أخطر من تلك القائمة في الوقت الحاضر وذلك من دون أي تدخل خارجي وأكد على أن صوماليلاند لديها القدرة على تخطي ذلك والتوصل لتفاهم داخلي عن طريق التشاور والحوار الأخوي البناء.
وعبر فخامة رئيس صوماليلاند عن تعجبه من المماطلة من جانب بعض أطراف المجتمع الدولي في الأخذ بعين الاعتبار مطالبة صوماليلاند التدخل والوساطة في المباحثات ما بين جنوب الصومال وصوماليلاند في حين تسارع تلك الدول والأطراف للتدخل في شؤون صوماليلاند الداخلية التي ستتخطاها صوماليلاند بمجهوداتها الذاتية .
5- دول الجوار والمجتمع الدولي :
كما ووجه فخامته الحديث إلى دول الجوار حيث أكد فخامته من خلال كلمته على أن سياسة بلادة قائمة على حفظ الأمن و التعاون مع دول الجوار فيما يتعلق بأمن المنطقة .
كما وعبر فخامته هنا عن قلقه من دعم المجتمع الدولي لجهود إعادة بناء جيش جنوب الصومال وتصريحات مسئولي جنوب الصومال بأن مسئولية جيش جنوب الصومال هو إعادة وحدة جمهورية الصومال الأمر الذي أوضح رئيس صوماليلاند بأن من شأنه أن تكون له انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها وطالب المجتمع الدولي بضرورة مراعاة نوعية التسليح الذي يتم تسليحه لجيش جنوب الصومال مع الأخذ بعين الاعتبار بأن صوماليلاند مازال مفروض عليها حذر تسليح من قبل المجتمع الدولي .