كان لصحيفة القرن الإفريقي شرف السبق الصحفي مع أعضاء القافلة الطبية المصرية الزائرة لصوماليلاند في إطار توطيد العلاقات التاريخية الأخوية بين البلدين تلك العلاقة التي تمر بأحسن مراحلها وتشهد تقارب بين البلدين في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس صوماليلاند السيد / أحمد محمد محمود سيلانيو
وقد أكد على هذا نائب السفير المصري لدى جيبوتي السيد / محمد الأمير الذي قال من خلال حديثه الذي خص به صحيفة القرن الإفريقي الصادرة بصوماليلاند باللغة العربية أن الهدف الرئيسي لهذه المبادرة المصرية هو تدعيم العلاقات الأخوية بين البلدين من خلال تقديم الدعم الطبي خلال هذه الزيارة التي تأتي بالتنسيق بين المسئولين في البلدين على أرفع المستويات ، حيث قال سعادة نائب السفير المصري بأنه وفي إطار التحضير لزيارة القافلة الطبية المصرية كان قد إلتقى بكل من معالي وزير الخارجية بجمهورية صوماليلاند السيد / محمد بيحي يونس ، وأيضا التقى بمعالي وزير الصحة بجمهورية صوماليلاند الدكتور / سليمان عيسى أحمد حجلتوسيه ، الذين عبرا عن ترحيبهم بهذه المبادرة المصرية وقاموا بتوفير كل التسهيلات وتذليل كافة المعوقات والعقبات .
كما وأوضح سعادته بأن هذه المبادرة المصرية ليست الأولى بل هي الثانية وأن هذه الزيارة تتميز بتضمنها نخبة كبيرة من الأطباء والإستشاريين في العديد من المجالات ، ولأول مرة تقوم الحكومة المصرية بإيفاد بعض ممثلي أهم الشركات الدوائية والخدمات الطبية المتميزة في جمهورية مصر العربية للمساهمة في هذه المبادرة من خلال التعرف بالمنتجات الدوائية المصرية والخدمات الطبية التي تقدمها الشركات المصرية المتخصصة بهذا المجال من خلال معرض سيقام يوم غد على مدى يومين متتاليين وسيفتتحه معالي وزير الصحة الدكتور / سليمان حجلتوسيه .
وقد أوضح سعادة نائب السفير المصري السيد / محمد الأمير ، بأن أعضاء البعثة الطبية قد قاموا ومن اليوم الأول بتنفيذ العديد من العمليات الجراحية في جميع التخصصات وأوضح بأن الإتفاق مع وزارة الصحة ينص على قيام الأطباء المصريين بالعمل على مدار الساعة منذ الساعة السابعة صباحا وحتى العاشرة مساءا على مدى الأيام العشر التي سيتواجد فيها أعضاء البعثة الطبية المصرية .
ولدى توجيهي سؤال لسعادة نائب السفير المصري المستشار / محمد الأمير حول سبب إختيار هذا الوقت بالذات للقيام بهذه المبادرة وإختياركم لصوماليلاند ؟
رد قائلا بأن صوماليلاند دائما وأبدا في قلب شعب وحكومة جمهورية مصر العربية وأن الأحداث التي مرت بها مصر ربما تكون قد أثرت على ذلك لكنها متواصلة وها هي تعود من جديد إلى سابق عهدها من خلال هذه المبادرة التي لا تعتبر الأولى وإنما سبقتها أخرى في مجال الخدمات الطبية قبل ما يزيد عن الثلاث سنوات والآن ها هي العلاقات بين البلدين تعود إلى سابق عهدها من خلال هذه البعثة الطبية والبعثات التعليمية المتواصلة في ظل التعاون مع وزارة التربية في كل من جمهورية مصر العربية ووزارة التربية بصوماليلاند هذا التعاون الذي يمتد إلى ما يزيد على إثنى عشر سنة حاليا إذا ما إحتسبنا عدد البعثات التعليمية الموفدة من قبل جمهورية مصر العربية لصوماليلاند هذا بالإضافة إلى بعثات الأزهر الشريف وأكد أن هنالك تعاون دبلوماسي وثيق وظاهر على مدى الأعوام الستة الماضية ما بين وزارة الخارجية في كل من جمهورية مصر العربية و جمهورية صوماليلاند هذا بالإضافة إلى التعاون في المجال الإعلامي وأن التواجد المصري مستمر وإنما تطمح الحكومة المصرية إلى أن تمتد هذا العلاقات لتغطي العديد من المجالات في المستقبل القريب
وقد إستهلينا الحديث مع أعضاء البعثة الطبية المصرية مع الدكتور شريف أبو الحسن ، إستشاري جراحة عامة عظام ورئيس القافلة الطبية المصرية ، والذي أعرب في مستهل حديثه عن سعادته بالعودة مرة ثانية لزيارة صوماليلاند حيث قال بأنه قد تم تلافي الأخطاء التي حدثت خلال الزيارة السابقة وأوضح بأن هذه الزيارة قد كللت بنجاح باهر
كما وقدم الشكر لشعب وحكومة صوماليلاند على هذا الإستقبال الحار وخص بالذكر معالي وزير الصحة السيد / سليمان حجل توسية ، الذي قام بالإشراف بنفسه على تذليل كل العقبات أمام البعثة وحرص على توفير طلبات أعضاء البعثة شخصيا مما سهل على أعضاء البعثة الطبية عملهم خلال العشرة أيام التي تقوم فيها البعثة الطبية بتقديم خدماتها في المستشفى المركزي بالعاصمة هرجيسا ، وأكد الدكتور شريف أبو الحسن من خلال حديثه بأن هذه الزيارة سوف تتكرر مرارا وتكرارا لخدمة أخوانهم في صوماليلاند .
كما وأعلن بأنه سوف يتم اليوم تسليم هدية مقدمة من قبل الحكومة لشعب وحكومة صوماليلاند هذه الهدية عبارة عن شحنة من الأدوية المصرية والمعدات الطبية تشمل جميع التخصصات ، سوف يقوم بتسلمها معالي وزير الصحة بصوماليلاند السيد / سليمان حجل توسيه .
من ثم إنتقلت للحديث مع المهندس / المهندس أحمد عيسى ، من شركة الشربجي للأجهزة الطبية وهو أحد مندوبي الشركات الطبية المصرية المرافق للوفد المصري في إطار تسويق المنتجات الطبية المصرية ، والذي إستهل حديثه بالتعريف بمنتجات شركة الشربجي الطبية من معدات طبيه وأشعة لتصوير الكسور تسهل عمل الأطباء في التعامل مع الكسور حيث قال بأن شركته تقدم تكنولوجيا عصرية وجديدة وتغطي منتجاتها القارة الإفريقية بأكملها وأعرب عن أمله بأن يتم تزويد المستشفيات بصوماليلاند بتلك الأجهزة الحديثة .
كما وأوضح المهندس / أحمد عيسى من خلال حديثه بأن فكرة القيام بهذه الزيارة لصوماليلاند تلقى إهتمام كبير وشخصي من قبل معالي وزير الصحة المصري الذي أصدر تعليماته تعليماته بالمضي قدما وتقديم الدعم الطبي اللازمة للأخوة من أبناء شعب صوماليلاند ، وذلك بناءا على الرؤية الحكيمة لفخامة الرئيس المصري السيد / عبد الفتاح السيسي وتوجيهاته السامية بالإنفتاح وتقوية العلاقات مع الدول الإفريقية
وأضاف المهندس / أحمد عيسى ، بأنه وبالرغم من أن فترة الإعداد لهذه الحملة الطبية كانت وجيزة إلآ أنه قد تم التمكن من توفير أطباء ومتخصصين في جميع المجالات الطبية الأمر الذي ساهم في نجاح هذه الحملة بشكل واضح حيث قال بأنه وبالرغم من أن فترة تواجد أعضاء القافلة الطبية المصرية لفترة وجيزة فقط في صوماليلاند لا تتعدى الثلاثة أو الأربعة أيام إلآ أنه مندوبي الشركات الطبية المصرية قد إلتقوا بالفعل بعدد كبير من رجال الأعمال في صوماليلاند المهتمين بالمنتجات المصرية في المجالات الطبية وتم التفاهم بالفعل بشأن التوقيع على عقود لتزويد المستشفيات في صوماليلاند بمعدات وأجهزة طبية لتطوير المستشفيات والخدمات الطبية بصوماليلاند .
كما وأكد المهندس / أحمد عيسى ، بأن العقلية المتفتحة وطيبة الشعب في صوماليلاند وحسن الإستقبال قد جعل القائمين على هذه الحملة يفكرون في تكرير هذه الحملات الإنسانية بشكل دوري لصوماليلاند .
وأضاف المهندس / أحمد عيسى ، بأنه وفي رأيه يرى بأن السوق في صوماليلاند يعتبر كأرض خصبه فيما يتعلق بمجال المنتجات الطبية والدوائية به فرص كبير جدا وأن هنالك فرص للتبادل التجاري بين البلدين ليس فقط في هذا المجال وإنما في مجالات أخرى ليس فقط للتصدير من قبل جمهورية مصر إلى جمهورية صوماليلاند وإنما أيضا للتصدير من جمهورية لصوماليلاند إلى جمهورية مصر العربية .
إنتقلت بالحديث بعد ذلك مع الدكتور الصيدلي / سامح الظاهر ، الذي ركز في مستهل حديثه على أهمية التبادل التجاري بين البلدين وخاصة في مجال القطاع الدوائي حيث عبر عن إعتقاده بأنه سيعود بالخير على البلدين .
وأوضح بأن جمهورية مصر العربية لها باع كبير جدا في مجال الصناعات الدوائية حيث إستعرض الدكتور / سامح الظاهر إحصائية تشير إلى وجود 1300 مكتب علمي في مصر تعمل في مجالات البحوث الطبية العلمية بالمجالات الدوائية ، هذا بالإضافة إلى وجود 110 مصنع دوائي في جمهورية مصر العربية وأن حجم التعامل المحلي داخل مصر نفسها يبلغ سنوية ثلاثة ونصف مليار سنويا في حين أن حجم التصدير المصري للدول غرب أفريقيا فقط يبلغ مليار دولار سنويا بحيث يغطي السودان وجنوب السودان وتنزانيا وأغندا ونيجيريا ، هذا بالإضافة إلى تواجد المنتجات الدوائية المصرية في الكاميرون وغينيا الإستوائية وجنوب أفريقيا هذا فيما يتعلق بإفريقيا في حين أوضح الدكتور / سامح الظاهر بأن المنتجات الدوائية لجمهورية مصر العربية تعتبر من أهم مصادر الدواء في جميع الدول العربية والخليجية وفي الجمهوريات المستقلة عن الإتحاد السوفيتي مثل كازخستان وأذربيجان وأفغانستان وباكستان وأكد على تواجد المنتجات الدوائية للشركات المصرية في صوماليلاند وعلى الأخص لشركتي دلتا فارم وشركة هيماكول للصناعات الدوائية بالإضافة إلى شركة الحكمة الأردنية والمتواجد مصنعها في الأصل في جمهورية مصر العربية وتحت المواصفات المصرية وبإشراف من الخبراء المصريين في المجالات الدوائية .
وأضح الدكتور / سامح من خلال حديثه بأن مصر تقوم حاليا بتنفيذ فكر جديد لمكافحة أمراض نقص التغذية التي تعاني منها معظم الدول الإفريقية ، هذا الفكر يتمثل في فكر صناعات المكملات الغذائية الدوائية أي الأغذية المصنعة لمكافحة بعض الأمراض على سبيل المثال أمراض سوء التغذية والجهاز الهضمي حيث أكد بأن هذه الصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان تمثل خمسة وثلاثين بالمائة من الصناعات الغذائية في حين أنه في الشرق الأوسط لا يتعدى الواحد بالمائة وهنا أكد الدكتور / سامح ، بأن المنطقة بحاجة لمثل هذه الصناعات الدوائية الغذائية المتقدمة وأوضح بأنه يوجد في مصر عدد من الشركات العاملة في هذا المجال أهمها شركة ” بيترلاب ” التي تمكنت من منافسة مثيلاتها من الشركات العالمية في مجال صناعة المكملات الغذائية ، وتعتبر الشركة الأولى في هذا المجال بالشرق الأوسط .
وأكد على تفوق المنتج الدوائي المصري على نظيره في الشرق الأوسط وآسيا بفضل الله.
وأوضح بأن مصر تخطط لمكافحة أمراض سوء التغذية في عموم أفريقيا التي يعاني فيها أكثر من مائتين مليون طفل من أمراض سوء التغذية ، وأوضح بأنه في رأيه يوجد أكثر من ألف حالة سوء تغذية للأطفال في مراحل عمريه مختلفة وتعهد بأن منتجات المكملات الغذائية الدوائية المصرية التي تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن في صوماليلاند سوف تسهم بشكل فعال في معالجة أكثر من نصف تلك الحالات لسوء التغذية في صوماليلاند .
وإستعرض الدكتور / سامح ، نتائج الزيارات الميدانية لمندوبي الشركات الدوائية على الصيدليات في صوماليلاند حيث قال بأننا قد لمسنا ترحيب كبير وإقبال على المنتجات الدوائية المصرية إذ أوضح القائمين على تلك الصيدليات بأن المنتج الدوائي المصري ذو فاعلية ممتازة ويتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن العادي في صوماليلاند بعكس المنتجات الدوائية الغربية التي لا تتناسب مع الأوضاع الإقتصادية لإفريقيا .
وهنا تعهد الدكتور / سامح ، بأن لدى مصر المقدرة على سد هذا الفراغ وتوفير أدوية ممتازة تتناسب مع الأوضاع المادية لأبناء الدول الأفريقية بأكملها بشكل عامل ولأبناء صوماليلاند بشكل خاص هذا شريطة التعاون ما بين المسئولين في صوماليلاند والمستثمرين مع جهات المراقبة الدوائية والخبراء والشركات المصرية الدوائية من أجل توفير إحتياجات السوق في هذه المنطقة .
كما وأكد الدكتور / سامح ، بأن شركته التي يعمل بها تفكر بشكل جدي لبناء مصنع دوائي بصوماليلاند يوفر إحتياجات المنطقة ، وذلك لما وجده من إستقرار بصوماليلاند وترحيب وحب وتعاون من قبل المسئولين والمواطنين على حد سواء
وأكد أيضا الدكتور / سامح ، بأن شركته وبإشراف وزارة الصحة المصرية تمد يد التعاون مع المسئولين في صوماليلاند لتقديم يد العون في مجال مراقبة جودة الأدوية .
وفي الختام أوضح الدكتور / سامح ، بأن مندوبي الشركات الدوائية المصرية قد تمكنوا بالفعل من الحصول على طلبات على المنتجات الدوائية المصرية من قبل شركة دلسن وشركة مبارك وبعض الشركات الأخرى العاملة في هذا المجال بصوماليلاند وأن الحديث يدور حاليا على بحث إجراءات تنفيذ تلك التعاقدات .