يسابق الرئيس “عبد الفتاح السيسى” الزمن منذ توليه رئاسة الجمهورية فى يونيو من العام الماضى لكى يُعيد أفريقيا إلى مصر بعد غياب عنها لعدة قرون بدأت بعد المواقف التاريخية لدول القارة السمراء المساندة لمصر فى حربها لتحرير الأراضى المحتلة فى 5 يونيو عام 1967 وكانت قمة تلك المواقف قطع الدول الأفريقية لعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل والتى صاحبت الإنتصار العظيم فى أكتوبر عام 1973 فكان حضوره قمة الإتحاد الأفريقى فى العام الماضى وزيارته لعدة دول أفريقية مهمة ومنها السودان وإثيوبيا ورئاسته لقمة الإتحاد الأفريقى هذا العام ومنذ أيام إستضاف القمة الإقتصادية الأفريقية فى مدينة شرم الشيخ والتى حضرتها 26 دولة أفريقية الكثير منهم على مستوى الرؤساء وأسفرت عنها توقيعهم على وثيقة إتفاقية التجارة الحرة بين التكتلات الإقتصادية ( الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا ) وهى أكبر ثلاث تكتلات إقتصادية فى القارة ، تتضمن إقامة منطقة تجارة حرة بين 26 دولة أفريقية عدد سكانها يصل إلى 632 مليون نسمة يمثلون 57 % من سكان القارة تسهم بناتج محلى إجمالى مقداره 3,1 تريليون دولار بما يعادل 58% من الناتج المحلى الإجمالى للقارة وتقرر فيها تحرير التجارة بين دول التكتلات الثلاث بحلول عام 2017 .
وهذه القمة ليست فقط عودة مصر لأفريقيا ولكن بمتابعة السياسة الخارجية المصرية والتحركات الذكية للرئيس ” السيسى ” يؤكد أنها عودة مصر لدورها القائد فى قارتها البكر والتى ستنظم منتدى الإستثمار والتجارة فى أفريقيا بمدينة شرم الشيخ فى أكتوبر المقبل كما أعلن الرئيس المصرى فى كلمته والذى أوضح فيها أن التوقيع على وثيقة التجارة الحرة علامة فارقة من أجل إستكمال آمالنا وطموحاتنا نحو تحقيق التكامل والإندماج الإقليمى على مستوى القارة .