الأثر الاقتصادي والهيدرولوجي للسد الإثيوبي الكبير
يعد سد النهضة بعد اكتمال بنائه وتشغيله بسعته النهائية بتوفير 6450 ميغاوات في الساعة من الطاقة الكهربائية، ما قد يضاعف قدرة البلاد على الاستفادة من مواردها الكهربائية، إذ يبلغ استهلاك مجمل الطاقة الحالي حوالي 40،000 جيجاوات ساعة ، حيث تستهلك الأنشطة المنزلية قريبًا من 92٪ منها ، في حين يتم استهلاك 4٪ في قطاع النقل، أما قطاع الصناعة فيستهلك 3٪ من الطاقة الكهربائية المنتجة، والتي في حالة الاستخدام المنزلي تنبع عادة من مصادر غير مستدامة. يتم توليد الكهرباء المنتجة ~ 9000 جيجاوات / ساعة بشكل أساسي بواسطة الطاقة المائية (96٪) تليها طاقة الرياح (4٪) ، حيث يتم تصدير 11٪ منها في المجموع. في المقابل ، يتم استيراد الحصة الرئيسية من إمدادات الطاقة للنقل في أشكال البترول[1].
ويعتبر سد النهضة دافعًا كبيرًا للمساهمة في حال مشكلات النمو الاقتصادي السريع الذي تشهده البلاد، لمواهجهة الطلب المتزايد على الطاقة والذي يتوقع أن يستمر بالتصاعد بنسبة 10-14٪ سنويًا حتى عام 2037
فقدان مصر والسودان لكمية مياه تتراوح ما بين 14 و24 مليار متر مكعب، حسب سعة التخزين الميت للسد، وقد أعلنت إثيوبيا أنها ستكون بمقدار 14 مليار فقط، وسيتم حجزها بالسد على مدى ثلاثة أعوام؛ ما يقلِّل الخسائر السنوية للبلدين من المياه حال التزامها بذلك، وإن كانت مصر ستفقد ثلاثة أمثال ما سيفقده السودان وفقًا لحصصهما في اتفاقية 1959.
- ستفقد مصر والسودان المياه المتسربة عبر صخور الخزان، والتي لم تُقدر كمياتها بعد.
- سترتفع خسائر بخر المياه بنسبة 5.9%؛ ما سيزيد فاقد المياه وملوحتها.
- ستنخفض سرعة تدفق المياه؛ ما سيزيد معدلات الترسيب بها.
- قد تتوقف زراعة 29.47% و23.03% من الأراضي الزراعية بصعيد ودلتا مصر على التوالي.
- انخفاض مساحات الأراضي المزروعة بالري الغمري والحوضي في مصر والسودان.
- سيفقد السودان بخاصة وارد الطمي السنوي الذي يخصب أراضيه الزراعية حول النيل الأزرق.
- سينخفض منسوب بحيرة ناصر بحوالي عشرة أمتار؛ ما سيؤثر على معدلات توليد الطاقة الكهربائية من السد العالي، وقد يصل الانخفاض إلى ما يتراوح بين 20 و40% منها.
- سيتأثر السودان بالموجات الزلزالية المُحتملة بسبب كميات المياه الكبيرة التي سيخزنها سد النهضة قرب حدوده الجنوبية، والتي ستبلغ مع وزن السد ما يقرب من 150 مليار طن.
- في حالة انهيار السد، كما يتوقع بعض الخبراء بسبب الطبيعة الجيولوجية للأراضي الإثيوبية(18)، فستغرق المدن السودانية بفيضان هائل من مياهه المُخزنة، بما فيها منطقة الجزيرة والعاصمة الخرطوم ومعظم الأراضي المصرية.
أما جيولوجيًا، فيقع السد في منطقة تتكون من صخور متحولة وبركانية بازلتية، وتعاني من تشققات وفوالق، مما يزيد من فواقد المياه ويقلل نسبة الأمان. ويبلغ منسوب أرضية السد 500 متر فوق سطح البحر، وفق وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر علام، في مذكرة استرشادية للمفاوض المصري في مفاوضات واشنطن.
[1] International Energy Agency 2014: http://www.iea.org/statistics/statisticssearch/report/?year=2014&country=Ethiopia&product=Balances (30.6.17)