ترجمة صحيفة القرن الإفريقي – صوماليلاند
التقى أربعة من الضباع، بعد أن غابوا عن بعضهم البعض دهرًا من الزمن، إذ تفرّقوا في البلاد بحثًا عن قوتهم، فقال أحدهم لصاحبه: أخبرني عنك، كيف أنت؟
فأجابه: أيها الرجل إنّي أكاد لا أحيا وحالي متدهورة، فقد تبدد ما كنت تعرفه عني من القوة على على العدو، إلّا أنني والحال كذلك فإنّي أملأ بطني من الأحياء عدوًا!
فقال الثاني حينها: أمّا أنا فقد تبدد ما كان تعرفه من حدّة البصر عني، وقد تدهورت قدرتي على الرؤية إلّا أنني والحال كذلك فإنني أحمد الله أنّي في عتمة الليل وفي وابل المطر وفي مجاري الأودية، لا زلت أبصر حيث تقع الإبرة.
وتكلّم الضبع الثالث فقال: أمّا أنا ما عادت لديّ أسنان، وما عرفمتوه عني من نهش اللحم مع العظم فلم يعد كما كان، وإنّي حين أعرك رضاف أرجل الحمير أتساءلُ أعظم هي أم غضروف؟! أهذه هي أم تيك؟!
ثم التفتوا إلى رابعهم واستعلموه: وأنت، نبئنا عن سمعك، وكيف لازلت تستطيع السمع؟
فقال: أعن السمع تسألونني؟ في سالف أيامي كنت أستطيع سماع ما هو بعيد، أمّا الآن فلا سمع بعدُ، كأنّما انسدّت أذنايَ، والحال كذلك، فبحمد الله فبالغًا مبلغ سبع جداول تجري فيها المياه فإنني أسمع صوت صغار الظباء “الدكدك” تمضغ طعامها على ضفة آخرها، وإني أسمعها كأنها تُعمل أسنانها مصدرة صوتًا كـ”يَكَمْ، يَكَمْ، يَكَمْ”، وهذا ما بقي لي من السمع!