يتشكل المجتمع من مجموعة من الأفراد المتصلين ببعضهم البعض بواسطة سمة واحدة أو أكثر، يربطهم عنصر مؤثر وهو جوهر المجموعة، والمجتمع هو خيط مألوف يستخدم لجمع الناس معًا لمناصرة ودعم بعضهم البعض في أثناء الكفاح للتغلب على أي تهديدات قد تمسهم، ويعد المجتمع غنيًا بالموارد، وهو المكان الذي يؤثر فيه الجانب الجماعي، هذا ويقسم المجتمع إلى مجتمعات صغيرة كالأسرة، والعمل، والحي.
أسس وعوامل بناء المجتمع
يشتمل بناء المجتمع على مجموعة من الممارسات الموجهة والتي تهدف لإنشاء أو تعزيز المجتمع بين الأفراد في منطقة إقليمية ما أو منطقة ذات مصلحة مشتركة، ويتضمن بناء المجتمع في بعض الأحيان تنمية المجتمع، ويتم استخدام مجموعة متنوعة من الممارسات لبناء المجتمع كالحفلات الجماعية، ونوادي الكتب الصغيرة، إضافةً للمهرجانات الجماعية ومشاريع البناء التي تشمل مقاوليين محليين بدلًا من الخارجيين، ويهدف بناء المجتمع لزيادة العدالة الاجتماعية وزيادة رفاهية الفرد، وتقليل الآثار السلبية على الأفراد المنفصلين عن المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن المجتمعات تؤدي وظائف مهمة للغاية؛ فتعمل كمحور للتفاعل بين معلومات الأشخاص المتشابهين في الأفكار، وبين الأعضاء والمقيمين، ويجتمع الأفراد في بعض الأحيان للبحث عن حلول سريعة وقصيرة الأجل من أجل التحديات المشتركة، أو من أجل بعض الأمور التي يملكون ذات الشغف بها، ويعملون على مشاريع طويلة الأجل كذلك يكون هدف أعضائها مشتركًا فيما بينهم، لذلك يكون العضو النشط في المجتمع مستعدًا دائمًا لخلق أجواء تحفز المشاركة والعطاء، وفيما يلي سندرج أبرز العوامل المساهمة في بناء المجتمعات:
المحافظة على التركيز نحو الهدف وعلى أعضاء المجتمع: يجب أن يرمي المجتمع لهدف مشترك مع التركيز على حاجيات أعضائه، فالمجتمع لا يعمل بتلبية حاجيات شخصين اثنين فقط.
البحث عن الأساليب والاستراتيجيات المناسبة الداعمة للمجتمع: ويتم استخدام هذا العامل عند التأكد من انتماء واندفاع أعضاء المجتمع الواحد لهدف موحد أو مشترك، فالهدف الذي يسعى أفراد المجتمع لتحقيقه بإخلاص سينتشر بسرعة وسهولة عبر العديد من وسائل التواصل التكنولوجية والتي يعرض وينشر فيها أعضاء المجتمع كلمتهم ويشاركون من خلال منصاتهم الاجتماعية المختلفة الإنجازات التي يقومون بها.
إشراك الأعضاء في عملية بناء المجتمع: يجب أن يشعر أفراد المجتمع بامتلاكهم لحسٍ قوي بملكيتهم المستقلة في التغيير المؤثر عليهم، وحقهم في رفض التغيير كذلك.
تمكين أفراد المجتمع في المجتمع نفسه: ينمو المجتمع عبر يناء عمليات من التفكير والسلوكيات التي تقود أفراد المجتمع إلى تقديم أفضل الحلول للمشكلات والعقبات، وعند تمكينهم سيكونون قادرين على إنشاء أفضل المساهمات وتحصيل أفضل الفرض.
بناء القدرات المجتمعية: فالقدرات الواسعة ذات الصلة ببناء المجتمع؛ هي القادرة على تطوير العلاقات القوية والحفاظ عليها وحل المشكلات واتخاذ القرارات الجماعية، والتعاون بشكل فعال لتحديد الأهداف وإنجاز العمل، فعندما يقوم الفرد ببناء قدرات المجتمع، فإنه يزيد من مدى قدرة أعضاء المجتمع على العمل معًا بشكل فعال.
تحديد خصائص لمنظمي وقادة عملية بناء المجتمع: الحرص على أن يكون القائد حاملًا لصفات قيادية تنظم جهود بناء المجتمع لا العكس؛ كالالتزام والثقة والتفاهم والخبرة.
البنية التحتية: تحتاج المجتمعات المادية والافتراضية إلى بنية تحتية لتزدهر وتنمو، والمقصود بالبنية التحتية هي جميع الوسائل والأدوات المناسبة التي توفر اتصال الأفراد في المجتمع وأفراده.
القيادة والرؤية: تعد القيادة العامل الأكثر أهمية في نجاح بناء المجتمع، ويعود ذلك لاحتياج الأفراد إلى الانتماء والإيمان بأمر ملموس، وجوهر لاتباع رسالته، إذ تقود المجتمعات الناجحة والتي تعمل مع أعضائها بشكل جيد نحو أهداف حل المشكلات والتطوير والتحسين فيها.
طرق وممارسات لبناء المجتمع
نذكر منها ما يأتي:
اختيار أماكن الاجتماعات بعناية: يجب أن تُحدد مساحة أماكن الاجتماعات الكبيرة لاستيعاب أفراد المجتمع كافة، والحرص على التأكد من توفير الخدمات اللازمة لهم، وإمكانية مشاركة الأفراد مع بعضهم البعض وإجراء النقاشات الوجاهية بينهم.
تخطيط برنامج لمجموعة العمل: ويشتمل تحديد تكلفة المجموعة، والهدف المراد تحقيقه، وعدد المرات التي يجب الالتقاء فيها، والتأكد من أعضاء المجموعة بدقة وعناية من فئات متنوعة في المجتمع.
التأكد من فعالية اجتماعات المجموعة والتأكد من تنظيمها: كعدم لسماح للأعضاء بالسيطرة على المناقشة أو المجادلة أو إعادة توجيه المناقشة خارج الموضوع أو اتباع أي مصالح شخصية، واتباع جدول للأعمال بمسار صحيح مع الحفاظ على مرونته لإخضاعه للمناسبات المنطقية، والبدء والانتهاء لوقت محدد.
تحديد أولويات الأهداف الواقعية: أي تحديد الأهداف التي يشعر الأفراد بأنها مهمة، وتطوير الوسائل لتحقيق هذه الأهداف، فتحديد الأهداف يعد مفتاحاً لإشراك الأفراد وبقائهم فعالين في المجتمع، وومن المهم توضيح أهداف وغايات المجموعة للأعضاء، وتحديد أدوارهم وقدرتهم الفردية في المساعدة على تحقيق هذه الأهداف.
الاستفادة من جميع شبكات التواصل المُتاحة: وذلك عن طريق إجراء نشاط تخطيط الأصول في المجتمع، وتحديد جميع القدرات والموارد المحلية؛ البشرية والمالية والمادية التي يمكن استخدامها في مشاريع بناء المجتمع، إضافةً لتعزيز التحالفات بين الأفراد والمنظمات في المجتمع لتقديم الدعم لعمل المجموعة.
المحافظة على تحفيز وتشجيع أفراد المجتمع طوال عملية بناء المجتمع: من الضروري توظيف وتشجيع وتحفيز المتطوعين، والتحفيز على الاحتفال ببعض إنجازات المشاريع.
الصبر وإعطاء العملية حقها في العمل: فالثقة تحتاج إلى وقت لبنائها وليس بين عشيةٍ وضُحاها.
اختيار النظام الأساسي الصحيح: وهذه النقطة هي أهم خطوة لبناء مجتمع قوي مع أعضائه، فهو يلعب دورًا رئيسيًا مؤثرًا على المجتمع.
تقدير وشكر الشبكات التي تضيف فائدة قيمة للمحادثات أو للأشخاص أو للمنظمات: أولئك الذين يثيرون السياقات والبناء باستمرار من خلال تواجدهم والاستماع والمشاركة في إنشاء أهداف متحدة.
الاعتماد على أفراد المجتمع الذين يحملون خبرات قيمة: كالأطباء وخبراء التغذية، والخبراء التربويين، إذّ يؤدي الاستناد عليهم إلى خلق مستوىً عالٍ من الثقة ويتم التحقق من معظم الخطوات المتخذة أثناء عملية بناء المجتمع.
عوامل هدم المجتمع
نذكر منها:
تدمير المُثل الدينية التي بنت الدولة وربطت مكوناتها مع بعضها البعض، والتي ساهمت بازدهار الدولة واستثنائها عن باقي الدول.
القضاء على الأسرة التي تعد نسيج المجتمع، وتفكيك الأُسر النووية المنتجة لأطفال مستقرين، مساهمين في ثروة البلاد وقوتها.
تعزيز الحروب العرقية، والعنصرية، والتمييز بين الأقلية والأكثرية، وزيادة ثقافة الكراهية تجاه تطبيق القانون.
تدمير نظام التعليم، من خلال الوسائل المختلفة من دولة لأخرى.
.التقليل من شأن الشخصيات الكبيرة في المجتمع؛ أي التشكيك في قدرات العلماء وعدم الإصغاء لهم أو اتباعهم.
قلم: هلا الصلاحين