ترجمة صحيفة القرن الإفريقي – صوماليلاند
في قديم الزمان كانت قطعان البقر ملكًا للضبع. وذات يوم والضبع قد أعاد أبقاره إلى الحظائر، إذ أقبل عليه رجل عابر سبيل
فقال له الضبع: قد أتيتنا في زمان قحط والأبقار لا حليب في ضروعها و عندي عجل كنت ذبحته لك لكن لا نار لدي.
فأشار الرجل عابر السبيل إلى هلال بازغ، وقال للضبع: سيتسنى لك إطعاميلو أحضرتَ إلينا جذوة من تلك الشعلة المضيئة.
فنظر الضبع تلقاء المشرق فرأى بصيص ضوء حيث أشار الرجل، فوعده الضبع خيرًا وأوصاه على الماشية، وانطلق تلقاء المشرق، و فور انطلاق الضبع قام عابر السبيل بالهروب بالماشية.
وظل الضبع الغافل يعدو زمنًا غير قصير ولم يجد أثرًا للشعلة المضيئة، وعاد أدراجه خاوي الوفاض، ولكنه ما إن بلغ منزله لم يجد فيه روحًا تنبض، فعلم الضبع أن الرجل قد
خدعه وأجرم في حقّه.
وبكى الضبع وجأر إلى ربّه وألحَّ، فأبيح له أن يأخذ الماشية لنفسه بالقوة وبالحيلة كما شاء.
وقيل له: سيرعى الناس الماشية ويعرقون في سبيلها، أمّا أنت فستستمتع بها دون عناء، ففرح الضبع وقال في نفسه “إنها الحرب يا بني الإنسان” وانطلق من مكانه، وتلك الحرب مستمرة ما عاشت الضباع وما بقي الناس يرعون الحيوانات.