spot_img

ذات صلة

جمع

فخامة رئيس الجمهورية يتفقد طائرات جديدة لهيئة الطيران المدني

هرجيسا القرن الافريقي قام فخامة موسى بيحي عبدي رئيس...

وزير الدالخلية يقوم بزيارة ميدانية لقوات خفر السواحل

هرجيسا القرن الافريقي قام معالي محمد كان احمد...

برعوا.إنتخاب عمدة جديدة

القرن الافريقي/هرجيسا. إنتخب مجلس المحلي في مدينة برعوا عمدة...

حسم الخلاف بين عمدة المدينة ونائبه

ه القرن الافريقي/هرجيسا. حسم خلاف الذي نشب بين عمدة المدينة...

حروب الخلافة ..حروب الإمبراطورية!

د. عاطف معتمد

كتب: د. عاطف معتمد

لا يوجد في العالم من يجيد التلاعب في الخرائط مثل هذا الرجل، لو كان في بلادنا لأسماه دراويش الفكر القومي “إمبراطور العصر” بل وترنم به بعضهم باعتباره “نبي آخر الزمان”، أما دراويش الفكر الديني فسيعطونه لقب “خليفة الأمة” الذي جاء بعد طول انتظار ليعيد الأمل وكأنه “الإمام المهدي” العائد من غيبته الطويلة في وقت تفككت فيه البلاد واستهزأ فيه كل عابر سبيل بالوطن وهيبته.

منذ23 يناير 2022 والعالم يحبس أنفاسه مع طبول حرب جديدة، حشد فيها بوتين  100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية في تلويح بجحيم كاسح يغزو فيه الجيش الروسي تلك الدولة المستقلة الآمنة في شرق أوروبا.

ثلاثة خيارات لا رابع لها في الأيام والشهور المقبلة:

  • ابتلاع روسيا للشطر الشرقي من أوكرانيا ليصبح هذا الشطر مع شبه جزيرة القرم جزءا لا يتجزأ من روسيا العظمى، التي فقدت سحر الإمبراطورية في عام 1990 لكنها لم تفقد وهج القيصرية منذ مجئ بوتين في عام 2000.
  • وقوف الدول الغربية والولايات المتحدة وحلف الناتو أمام روسيا للدفاع عن أوكرانيا والدخول في حرب عظمى تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل.
  • تسوية انتهازية وصفقة براغماتية يتم فيها الوصول إلى نظام سياسي في أوكرانيا موالي لروسيا ويحافظ على مصالح موسكو مع قبول الغرب واوكرانيا بشكل نهائي بخسارة شبه جزيرة القرم وعدم التفكير مطلقا في مطالبة روسيا بالانسحاب منها وقد تربعت فيها منذ عام 2014.

الدلائل تشير إلى أن الخيار الثالث هو الأقرب وأن بوتين يلوح بالخيار الأول حتى يكسب الخيار الثالث، هذا رجل داهية يحرك كل جيشه ويلبس سترة الحرب وهو يريد السلام والاستقرار في الداخل الروسي.

سنوات طالت أو قصرت ولابد أن يموت بوتين، وبرحيله لن تتغير العقيدة الأساس في تكوين الفكر الاستراتيجي الروسي وهي أن “أوكرانيا” تعد “مسقط رأس” الدولة الروسية ومهد ولادتها قبل ألف سنة، وأن العاصمة الأوكرانية الحالية “كييف” هي أول عاصمة روسية بل كانت أول إمارة تكونها روسيا في الخريطة السياسية لعالمنا والتي عرفت باسم “روسيا الكييفية”.

ولأسباب عديدة تحرك مركز القوة الجيوسياسية الروسي من جنوب شرق أوروبا عند  أوكرانيا وكييف إلى الشمال الشرقي عند موسكو حاليا ، ورغم ذلك تبقى كييف (أم المدائن الروسية) محط أنظار الفكر القومي الروسي بل والفكر الديني أيضا منذ أن تبنت روسيا المسيحية على المذهب الأرثوذكسي استلاما من بيزنظة في جنوب شرق المتوسط.

تفسير التلويح بالحرب الحالية في 2022 بسيط للغاية، وقد بدأت مشاهده منذ عقدين حين شرع حلف الناتو في ضم الدول الصغيرة التي استنجدت به كي لا تقع ثانية فريسة لهيمنة موسكو.

بدات الموجة الأولى بانضمام دول البلطيق الثلاث (لاتفيا –ليتوانيا – إستونيا) تبعتها بولندا، ثم تشيكيا وسلوفاكيا، ثم المجر ورومانيا وسلوفينيا، ثم كرواتيا ، وأحدث المنضمين الجبل الأسود وألبانيا ومقدوميا الشمالية وبلغاريا.
يبلغ عدد الدول التي ذكرناها هنا 14 دولة وهو رقم سحري غريب يذكرنا بنفس الرقم الذي خسرته موسكو بسقوط الاتحاد السوفيتي حين تفككت عنها 14 جمهورية بعضها ورد اسمه في العدد السابق علاوة على 8 دول اخرى في آسيا الوسطى (كزخستان –تركمنستان –أوزبكستان- قرغيزيا) والقوقاز (جورجيا – أرمينيا- واذربيجان).

spot_imgspot_img