المرأة تؤثر بشكل كبير في المجتمع، فهي البنية الأساسية لتقدم المجتمع، والعمود الفقري لديه، ومن أحد مقاييس تقدم المجتمعات هو، الموقف من المرأة. لذا كان من أولويات اهتمام المجتمعات على مر العصور الحفاظ على دورها الأساسي في المجتمع، والإرتقاء بها، ومنحها مزيدًا من المشاركة الواسعة في الفعاليات والحراك المجتمعي، حتى وصلت إلى مرحلة تمكنت من المنافسة مع الرجال في كافة المجالات، واكتسبت الإحترام والتقدير المناسب، بخلاف ما كان يحدث سابقًا بتعرضها للتمييز والاضطهاد، أو تجاهلها وحرمانها جزء من حقوقها.
واقع المرأة
محليًا في صوماليلاند، يميل الرجل عادة إلى الإعتقاد بأنه يتفوق على المرأة، وهذه من إحدى مشكلات المجتمع،[1]وتم دمج العديد من القضايا المهمة في عملية التنمية، وتعد المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من بين القضايا الملحة التي تشكلت لدى المجتمع في “صوماليلاند” كأولوية قصوى، وعلى الرغم من تهميش المرأة وحرمانها من المشاركة في أول مؤتمر مصالحة على مستوى الدولة في أوائل التسعينيات، إلا أنها سعت فيما بعد إلى تغيير الرأي العام، واتخذت إجراءات للمطالبة بحقوقها في المشاركة الفعالة في صنع القرار في البلاد، وتحقيق أهدافها.
وتم إنشاء وتأسيس تحالفات وروابط نسائية على جميع المستويات من قبل نخبة منهن شاركت في تأسيس “صوماليلاند” منذ أوائل التسعينيات.
وقد حظيت المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بدعم كبير من قبل مجموعات المجتمع المدني، ولم يكن هناك دعم حكومي، على الرغم من أن المرأة تشكل غالبية سكان صوماليلاند، وأنه تم استغلال دعم صوتها كناخبة من قبل الزعماء السياسيين دون أي يكون لها تمثيل في حكومات صوماليلاند السابقة، ومع ذلك، فقد شاركت المرأة في القطاعين الخاص والمؤسسات الغير هادفة للربح، ولا سيما من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الحكوميّة المحلية، وواجهت حقوق المرأة صراعًا شاقاً بسبب الممارسات الإجتماعية السلبية من مجتمع صوماليلاند، ويرجع ذلك إلى الثقافة الأبويّة والعشيريّة السائدة.
جهود نسائية
النظام الديمقراطي الوليد في “صوماليلاند”، والإحتمالات المحتملة التي يمكن أن يضيفها في حل قضية المساواة والتنوع بين الجنسين بشكل متين ومنظم لتحقيق عملية إعادة التأهيل والتنمية في بلد يتعافى من الدمار الذي دام لسنوات من الصراع، مع أن الغالبية العظمى من الجمهور العام في البلاد يعلم جيدًا قدرة المرأة على المشاركة والمساهمة في تنمية البلاد.
وخلال السنوات الطويلة من عملية إعادة تأهيل صوماليلاند، اشتركت المنظمات النسائية والقائدات الناشطات في مجال المساواة بين الجنسين والقادة السياسيين والمجتمع المدني على حد سواء بمبادرة توضح أن صوت المرأة أمر حاسم لتنمية البلد، وعلى الرغم من أن جهودهم واجهت عوائق تمثلت بالحرمان في البداية، إلا أنهم واصلو العمل في المبادرة من خلال الدعوة والمناصرة وحملات التوعية العامة، وقد عززت هذه التجربة قدرة تجربة الرابطات والمنظمات النسائية، والطموحات والناشطات السياسية، وأدت في النهاية إلى مؤتمرات مناقشات مباشرة مع القيادة السياسيّة في البلاد، والمطالبة بإدراجها في عمليات صنع القرار في البلاد، وتضمنت بعض الإستراتيجيات لمعالجة القيود التي تهدف إلى الحد من تأثير النظام التقليدي السائد، وجعل إستراتيجية أقرب إلى نظام رسمي أكثر قابلية للتقدم في ممارسة التقدم الإجتماعي الديمقراطي، والسماح وقبول مشاركة المرأة في عملية إرساء الديمقراطية في صوماليلاند على نطاق واسع، والتي كانت على مدى السنوات الماضية عنصرًا هاماً في التغيير الاجتماعي والتنموي في البلاد[2].
[1] -ما أسباب عدم مساواة بين المرأة والرجل
http://www.yoobsannews.com/sinnaanta-ragga-iyo-dumarka-maxaa-hortaagan/
[2] -مستوى المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في أرض الصومال