محمد حاشي طمع الشهير بـ”غارِيِه” – رحمه الله تعالى -، كان شاعرًا عَلَمَا وناشطًا سياسيًا صوماليًا.
ولد في هرجيسا عام 1949 في محمية الصومال البريطاني “صوماليلاند البريطانية” السابقة.
أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في هرجيسا في أوائل السبعينيات، ثم التحق بالكلية الجامعية الوطنية الصومالية في “أفجويه” وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم عام 1974.
شارك وكان أيضا ألمع الأدباء المساهمين في سلسلة قصائد سينليدا “السينية” التي بدأت في البلاد عام 1973 ، والتي يعود الفضل في ابتدائها وشهرتها للشاعر محمد إبراهيم ورسامي الهدراوي والشاعر عبدي قيس.
كان معروفًا بحدة نقده، فقد بدأ سلسلته الشعرية الشهيرة ديلي “الداليّة” سنة 1979، ردًا على القمع في الصومال تحت حكم سياد بري. ساهم شعراء مشهورون آخرون مثل هدراوي – رحمه الله – في الداليّة.
انضم “غارِيِه” في ثمانينات القرن الماضي، إلى الحركة الوطنية الصومالية وكان عضوّا نااشطًا فيها، وبعد الحرب الأهلية الصومالية، قام بتأليف إحدى أشهر القصائد الصومالية حول موضوع المصالحة، وهي “هاغرلاوي” (المتفاني) والتي ترجمها إلى الإنجليزية مارتن أوروين.
في السبعينيات من القرن الماضي، اكتشف “غارِيِه” بشكل مستقل النظام النمطي للشعر في اللغة الصومالية “علم العروض” في نفس الوقت تقريبًا مع الباحث الأدبي عبد الله ديري جوليد.
عمل “غارِيِه” بشكل وثيق مع اللغوي البريطاني “مارتن أوروين” في السنوات الأخيرة من حياته لنسخ وترجمة العديد من أفضل قصائده إلى اللغة الإنجليزية. نُشرت قصائده المترجمة في تدوينة بخفة إلى جانب الحضراوي وبعض الشعراء الصوماليين المعاصرين البارزين الآخرين في سيرة ذاتية عنه عام 2018.
في عام 2007 ، فاز بجائزة للخطابة باللغة الصومالية، في منافسة أقيمت في مملكة السويد، كما اعتبر أبًا للفن الصومالي.
كما كان للشاعر دور مهم في قطاع التعليم ، حيث كان مدرسًا للغة الصومالية وآدابها لفترة طويلة، مقدمًا دروسه في جامعتي هرجيسا وعامود، إذ كان يحاضر في كافة مواضيع اللغة الصومالية، من تاريخها وقواعدها وفنونها الادبية المتنوعة التي كان من القلّة المتمكنين منها بمجملها.
توفي – رحمه الله تعالى – بعد صراع مع المرض في مستشفى أثناء وجوده في مملكة النرويج وذلك في 30 سبتمبر 2012.