spot_img

ذات صلة

جمع

وزير الدالخلية يقوم بزيارة ميدانية لقوات خفر السواحل

هرجيسا القرن الافريقي قام معالي محمد كان احمد...

برعوا.إنتخاب عمدة جديدة

القرن الافريقي/هرجيسا. إنتخب مجلس المحلي في مدينة برعوا عمدة...

حسم الخلاف بين عمدة المدينة ونائبه

ه القرن الافريقي/هرجيسا. حسم خلاف الذي نشب بين عمدة المدينة...

نائب رئيس الجمهورية يشارك إفتتاح بناء جامعة جيل الجديد

ة القرن الافريقي/هرجيسا. إفتتح نائب رئيس الجمهورية فخامة عبدالرحمن إسماعيل...

البوصيري

شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله، أبو عبد الله الصِنْهَاجِي البُوْصَيْرِي المصري، شاعر بارع في النظم، أصله من المغرب، وُلِد في ناحية دَلَاص التابعة لبني سويف في مصر، يوم الثلاثاء، أول شوال، سنة 608هـ، لأسرة تنتنمي لقبيلة صنهاجة البربرية، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة والدته بُوْصَيْر، ونُسِب إليها، وهي من قرى بني سويف بمصر، اشتهر بمدائحه النبوية. أشهر أعماله البردة المسماة «الكواكب الدرية في مدح خير البرية»، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة.
تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظفاره؛ فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ عليه عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم: أثير الدين محمد بن يوسف المعروف بأبو حيان الغرناطي، أبو العباس المرسي الشاذلي، وفتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي، المعروف بابن سيد الناس، وغيرهم.
عُني البوصيري بقراءة السيرة النبوية، ومعرفة دقائق أخبار رسول الإسلام وجمع سيرته، وأفرغ طاقته وأوقف شعره وفنه على مدح الرسول،
تُعد قصيدته الشهيرة «الكواكب الدرية في مدح خير البرية»، والمعروفة باسم «البردة» أهم أعماله. شرحها الشيخ الأمهري في كتابه «مختصر الكواكب الدرية في مدح خير البرية». وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتًا. يقول فيها:

أَمِـنْ تذكّر جيـرانٍ بذي سلم
مزجتَ دمـعًا جرى من مقلـة بدم
أم هبت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ
وأومـضَ البرقُ في الظلماء من إِضَـم
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا
وما لقلبك إن قلت استفق يهم
ويعد أشهر بيت في هذه القصيدة هو:
مولاي صل وسلم دائمًا أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

وقد ظلت تلك القصيدة مصدر إلهام للشعراء على مر العصور، يحذون حذوها وينسجون على منوالها، وينهجون نهجها، ومن أبرز معارضات الشعراء عليها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي «نهج البردة»، التي تقع في 190 بيتًا، وكذلك لامية عبد المولى البغدادي البالغ عدد أبياتها 231 بيتًا، كما عارض الشاعر البوصيري قصيدة «بانت سعاد» لكعب بن زهير بقصيدة «ذخر المعاد في معارضة بانت سعاد».
تولى البوصيري مناصب إدارية في شرق مصر، إلّا أنّ فساد العمّال والقائمين جعله يرفع عقيرته بالنقد والتشنيع عليهم، ودفعه ذلك إلى الزهد في العمل العام، وعاد إلى القاهرة، محترفاً إقراء القرآن للصبية وبعض الفتية في مسجد الشيخ عبد الظاهر، زمن الملك الصالح الأيوبي، إبّان أفول الدولة الأيوبية وبزوغ نجم المماليك.

spot_imgspot_img