spot_img

ذات صلة

جمع

وزير الدالخلية يقوم بزيارة ميدانية لقوات خفر السواحل

هرجيسا القرن الافريقي قام معالي محمد كان احمد...

برعوا.إنتخاب عمدة جديدة

القرن الافريقي/هرجيسا. إنتخب مجلس المحلي في مدينة برعوا عمدة...

حسم الخلاف بين عمدة المدينة ونائبه

ه القرن الافريقي/هرجيسا. حسم خلاف الذي نشب بين عمدة المدينة...

نائب رئيس الجمهورية يشارك إفتتاح بناء جامعة جيل الجديد

ة القرن الافريقي/هرجيسا. إفتتح نائب رئيس الجمهورية فخامة عبدالرحمن إسماعيل...

أهميّة الصدقة وأثرها

قد أمر الله تبارك وتعالى هذه الأمة بالاجتماع والائتلاف ووحدة الكلمة ورص الصفوف ونبذ التنازع والتفرق والاختلاف وترك الشقاق والتفرق والتحزب، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103] ويقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف : 4].

قد ابتليت الأمة الإسلامية في زماننا هذا بهذا الداء الوبيل والشر الكبير داء الفرقة والاختلاف وعدم الاتفاق على شيء وكثرة المهاترات والتناحرات حتى على أمور بسيطة أو مسائل اختلافية اجتهادية.

أصبحت الأمة اليوم تتفتت وتتشرذم ويضحك علينا الشيطان ويقسمنا شيعًا وطوائف ويبددنا أقساماً وأحزاباً كل حزب بمالديهم فرحون وكل طائفة بما عندهم مقتنعون مع أن الحق أبلج والصراط المستقيم واضح وجلي والدين شامل وكامل وقد تركنا النبي صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولكنه التفرق والجدال وحب المراء والخلاف وشهوة التسلط وحب

الزعامة جعلت هذه الأمة تتقسم وتتفرق ﴿ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾  [المؤمنون: 53].

لقد نجح الشيطان في تفريق قلوبنا وشق صفوفنا ووصل إلى أعماقنا ودواخلنا وزرع فيها الضغائن والأحقاد والكراهية والحسد فصرنا نختلف على أبسط الأشياء ويهجر بعضنا بعضاً على أتفه الأمور فضلاً عن التناحر والاقتتال ولكنه رجس الشيطان وخبثه وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول ” إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن رضي في التحريش بينهم “.

لقد وقع فينا ما أخبر عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم ودبّ فينا داء الأمم قبلنا عندما تفرقوا واختلفوا فاختلفت قلوبهم وتصدع بنيانهم وحلت القسوة في صدورهم بسبب هذا التفرق والاختلاف فلذلك نهانا الله أن نكون مثلهم فقال ﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 31، 32] ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105] ﴿ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا

فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [الجاثية: 17

والمصيبة اليوم أن هذا الوباء والاختلاف صار في أوساطنا نحن لتجتمع الفرق علينا ونحن نختلف وتتكالب الأمم ضدنا ونحن نزداد تشتتاً واختلافاً وتزيد الهجمات علينا من كل حدب وصوب فكان من المفترض أن نجتمع على أعدائنا فإذا بنا نكشف ظهورنا لهم ونظهر خلافاتنا أمامهم وندعوهم من حيث نعلم أو لا نعلم بأن يزيدوا في ضربنا والاستهانة بنا لأنهم يروننا نكيد لبعضنا ونتناحر فيما بيننا وكل جماعة منا ترى أن عدوها اللدود هي الجماعة الأخرى القريبة منها فتنفس أعداؤنا الصعداء من هذا الاختلاف الذي أصابنا وفرحوا كثيراً بهذا الشتات والتنازع الذي وقع فيما بيننا وصاروا يضحكون علينا ويضربون بعضنا ببعض ويتباهون بنجاحهم في شق عصانا وتفتيت قوتنا وصدق الله إذ تبارك وتعالى إذ يقول ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال : 46

أتى بفاء التعقيب فقال ناهياً لنا عن التنازع والاختلاف ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا ﴾ فإذا حصل التنازع والاختلاف ذكر مباشرة عواقب ذلك فقال ﴿ فَتَفْشَلُوا ﴾ وليس الفشل وحده فقط وإنما أيضا ﴿ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ أي تضعف قوتكم وتتلاشى هيبتكم.

وحلول الوهن إن أصررنا على التناحر والاختلاف الذميم فيما بيننا.

المادة السابقة
المقالة القادمة
spot_imgspot_img