الجديدة الواقع والتحديات
بقلم/ د.عبدالعزيز خلف
رئيس تحرير جريدة القرن الإفريقي
والاستاذ المحاضر في جامعة هرجيسا
تشهد جمهورية صوماليلاند تطورات متسارعة مع تشكيل الحكومة الجديدة التي شكلها فخامة رئيس الجمهورية الجديد عبدالرحمن محمد عبدالله عرو بمرسوم رئاسي والتي ضمت 28 وزيراً وثلاثة وزراء دولة و17 نائب وزير في خطوة للوفاء بالوعود الإنتخابية والخطة الاستراتيجية لحزب وطني الحاكم الذي استلم السلطة بعد انتخابات رئاسية اتسمت بالشفافية وفازت بها المعارضة بأغلبية الثلثين على الحزب الحاكم في خطوة اتسمت بمناخ الديموقراطية التي تتمتع بها الجمهورية التي لم تحصل على الإعتراف الدولي رغم نجاحها في انتقال سلمي السلطة لستة رؤساء تولوا الحكم في الجمهورية منذ إعلانها الإنفصال عن الصومال الفيدرالي في مايو 1991 أربعة من هؤلاء الرؤساء تم انتخابهم مباشرة من الشعب في انتخابات حرة لم يتمكن في أحد منها أن يتولوا الرئيس السابق الرئاسة لولاية ثانية .
وتواجه الحكومة الحالية تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة تسعى للتغلب عليها للحفاظ على المصالح الوطنية في واقع يتسم بالتعقيد مما يثير تساؤلات حول مدى مقدرة الحكومة الجديدة التصدي لهذه التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد .
وتتطلب الأنظمة الديموقراطية الناشة تشكيل حكومة تتسم بالأبعاد التالية :
- الكفاءة التكنوقراطية .
- القبول الشعبي.
- التمثيل المجتمعي المتوازن .
وذلك بشكل يحافظ على التوازن المجتمعي في شغل المكونات المجتمعية للمناصب السياسية وخصوصاً مع وجود عنصر القبلية ذو التأثير الواضح في رضى المجتمع وفئاته المختلفة .
وعموماً تظهر مظاهر التوازن والقبول المجتمعي إلى حد كبير في مجلس الوزراء الجديد الذي نجح فيه فخامة الرئيس باستيفاء الأبعاد الثلاثة من كفاءة وقبول شعبي وتمثيل متوازن .
وعموما ستكون ملفات داخلية مثل إعادة اللحمة الوطنية وتخفيف التوتر والصراع في اقليم صول للوصول إلى حلول ترضي الأطراف مع تفادي إراقة مزيد من دماء أهل هذه البلاد الطيبة .إضافة إلى الملف الاقتصادي الداخلي الذي سيحتاج إلى جهود جبارة للتغلب على المشاكل الاقتاصدية الحالية من التضخم وارتفاع مستوى البطالة .
وفي الملف الخارجي فسيكون على الرئيس ايجاد التوليفة المناسبة للتوفيق بين مصالح صوماليلاند دون إثارة الخلافات مع دول الجوار فيما يخص ملف مذكرة التفاهم مع اثيوبيا التي سببت أزمة سياسية واضحة في الفترة الأخيرة بحيث يتم الحفاظ على أقصى مصلحة وفائدة لصوماليلاند من توثيق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع اثيوبيا والإمارت وغيرها من الدول ، مع كسب الأطراف ذات الشأن لتقليل التوتر في المنطقة وهي مسألة دبلوماسية أرى أنها لن تصعب على رئيس الجمهورية نظراً لحنكته وخبرته الدبلوماسية الكبيرة .