الصورة المعمارية في القرن الإفريقي تزخر بنسيج متنوع من الفن المعماري الأثري إلى جانب الهياكل المعمارية الحديثة، وبالرغم من أن الحرب الأهلية الت إستمرت لمدة عقود قد أسفرت عن تدمير العديد من الهياكل التاريخية للبلاد،
إلا أن مستقبل التراث المعماري لا يزال يحتفظ بوجوده، ويتمتع الفن المعماري في القرن الإفريقي بأنواع مختلفة من التصاميم مثل تصاميم المدن الحجرية، والقلاع، والحصون، والمساجد، والمعابد، والقنوات المائية، والمنارات، والأبراج، والمقابر، وتم بنائها وتشييدها خلال العصور القديمة والحديثة، كما يتمتع أسلوب الفن المعماري المعاصر في القرن الإفريقي بأنه مزيج من المعمار الإسلامي القديم والغربي الحديث.
أولًا: الركم والتلول الحجرية:
أطلال ورغادي:
تشكّل أطلال “ورغادي” نموذجًا من من المستوطنات البشرية الموغلة في القدم، فمن جهة تحمل أطلال “ورغادي” بجدرانها، واللقى الفخارية الأثرية فيها، إلى إتقان قدماء الصوماليين لأعمال البناء الحجري، إضافة إلى علاقاتهم التاريخية بشعوب وامم امتدت من أقاصي القارة الآسيوية إلى القارة الأوروبية، ناهيك عن العثور على نقوش وأبجدية محلية ليست شبيهة بأيٍّ من نظم الكتابة في المناطق الحضارية المجاورة، خصوصًا أنه تم تأريخ تلك الأبجدية بما قبل القرن العاشر قبل الميلاد،
مستوطنة عمود:
في حين أن مستوطنة “عمود” تؤشر إلى نمط معماري مميز مضاهٍ لما أنجزته المجتعات البشرية في هضبة الحبشة وبعض منطق اليمن ومناطق وادي النيل، مؤشرًا كذلك إلى قدم الحركة التجارية البرية، من داخل القارة الإفريقية إلى الساحل القرن الإفريقيي ، تلك الحركة الموثقة منذ القرن العشرين قبل الميلاد.
أطلال بولحار :
على بعد 20 كم من شرق “بولهار” وبالقرب من الساحل توجد أطلال أثرية بنيت على شكل منصة، ويتكون الهيكل المعماري في تلك الأطلال من جدار حجري جاف مستطيل منخفض الارتفاع، وقد تم تعبئة المساحة الموجودة بين التجويفات بأحجار صغيرة تم تركيبها يدوياً بالإضافة إلى الأحجار الكبيرة نسبيًا على زوايا الصرح، وبالقرب من المنصة توجد مقابر، وتم وضع الحجارة عليها وإبرازها لحرمتها، ويصل طولها ما بين 17 إلى 24 م، ويوجد في ذات المنطقة حوالي 200 من الآثار الحجرية .