روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر صاحبيه أبابكرٍ الصديّق وعمر الفاروق – رضي الله عنهما- أن يتصدقا من مالهما، فقام عمر بن الخطاب وتصدق بنصف المال، فلما سأله رسول الله عليه الصلاة والسلام، وماذا تركت لأهل بيتك، قال له تركت نصف مالي.
أمّا أبو بكر الصديق فتصدق بماله كله، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وماذا تركت لأهل بيتك، قال له تركت الله ورسوله، فقال له عمر بن الخطاب (إلا أسبقك إلى شيء أبدًا يا أبو بكر رحمهما الله ورضي عنهما).
أمّا قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما فقد روي عنه أنّه مرض في ذات يوم ولم يزره أحد من معارفه، فلما سأل عن ذلك قالوا له أن إخوانه وأصدقائه يستحيون منه من كثرة الديون الموجودة له عند الناس، فقال لهم قيس ((أخزى الله مالًا يمنع الإخوان مِن الزِّيارة)).
وأمر مناديًا بالناس يقول: “من كان له دين مع قيس بن سعد فإنه برئ من هذا الدين”.
ومما روي عن عبيدالله ابن عبّاس أخي حبر الأمة – رضي الله عنهما -وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه أتاه رجل وهو بفناء داره فقام بين يديه فقال: يا بن عباس إنَّ لي عندك يداً وقد احتجت إليها. فصعَّد فيه بصره وصوّبه، فلم أنَّه أتاه رجل وهو بفناء داره فقام
بين يديه فقال: يا بن عبّاس إنّ لي عندك يداً وقد احتجت إليها. فصعَّد فيه بصره وصوّبه، فلم يعرفه، ثم قال له: ما يدك عندنا؟ قال: رأيتك واقفاُ بزمزم وغلامك يمتجّ لك من مائها والشمس قد صهرتك، فظللتك بطرف كسائي حتى شربت.
قال: إنّي لأذكر ذلك وإنه يتردد بين خاطري وفكري. ثم قال لقيمه: ما عندك؟ قال: مائتا دينار وعشرة آلاف درهم، قال: ادفعها إليه وما أراها تفي بحق يده عندنا.
فقال له الرجل: والله لو لم يكن لإسماعيل ولد غيرك لكان فيه ما كفاه، فكيف وقد ولد سيد الأولين والآخرين محمدا صلى الله عليه وسلم، ثم شفع بك وبأبيك.